120
دولة السلاجقةوبروز مشروع إسلامي لمقاومةالتغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الرابع
المدارس النظامية في عهد السلاجقة
المبحث الثاني :الإمام الشافعي وأثره في المدارس النظامية :
رابعاً : توحيد الألوهية :
يرى الإمام الشافعي أن توحيد الألوهية هو إفراد الله بالعبادة هو حقيقة التوحيد فمن أتى به فقد أدى حق الله تبارك وتعالى عليه لأنه متضمن للإقرار بربوبية الله على خلقه وللإيمان بأسمائه وصفاته ويرى أن هذا النوع هو الذي قاتل النبي – صلى الله عليه وسلم – الناس من أجله ولولا أنه حقيقة دين الإسلام لما قاتل النبي صلى الله عليه وسلم وهم يقرون بربوبية الله سبحانه وتعالى على خلقه ولهذا لما جاء رجل إلى المزني وهو من كبار تلاميذ الإمام الشافعي وسأله عن شيء من الكلام قال له : إني أكره هذا بل أنهى عنه كما نهى عنه الإمام الشافعي لقد سمعت الشافعي يقول : سئل مالك عن الكلام والتوحيد فقال : محال أن نظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه علم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم
التوحيد . والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فما عصم به الدم والمال حقيقة التوحيد .
1-الحكمة من خلق الجن والإنس : قال الشافعي : قال الله تبارك وتعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " الآية : 56 الذاريات" قال الشافعي : خلق الله الخلق لعبادته وقال في موضع آخر : وأنزل الله عز وجل فيما يثبته به إذا ضاق من أذاهم – المشركين – " ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين " ففرض عليه إبلاغهم وعبادته .. وأبان ذلك في غير آية من كتابه ولم يأمره بعزلتهم ، وأنزل عليه " قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون " (سورة الكافرون). فيتبين من كلام الشافعي – أن الحكمة من خلق الجن والإنس وإرسال الرسل إفراد الله سبحانه بالعبادة وقال في تفسير قوله تعالى " أيحسب الإنسان أن يترك سُدى "(القيامة ، آية : 36) قال : لم يختلف أهل العلم بالقرآن فيما علمت أن السدى الذي لا يؤمر ولا ينهى .
2-تسوية القبر : قال الإمام الشافعي : وأحب أن لا يزاد في القبر من غيره، وليس بأن يكون فيه تراب من غيره بأس إذا زيد فيه تراب من غيره ارتفع جداً وإنما أحب أن يشخص على وجه الأرض شبراً أو نحوه ، وهذا الذي ذكره الإمام الشافعي رحمه الله هو السنة وقد دلت النصوص على تحريم رفع القبر، منها حديث أبي الهياج الأسدي قال : قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته ولا قبراً إلا سويته .
3-البناء على القبور وتجصيصها : قال الشافعي : وأحب أن لا يبنى ولا يجصص، فإن ذلك يشبه الزنية والخيلاء وليس الموت موضع واحد منها ولم أر قبور المهاجرين والأنصار مجصصة .. وقد رأيت من الولاة من يهدم بمكة ما يبنى فيها فلم أر الفقهاء يعيبون ذلك. قال وأكره وطء القبر والجلوس والاتكاء عليه ، ثم ساق بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : لأن أجلس على جمرة فتحرق ردائي ثم قميص ثم إزاري ثم تفضي إلى جلدي أحب إلي من أن أجلس على قبر امرئ مسلم .
4-بناء المساجد على القبور : قال الإمام الشافعي : وأكره أن بني على على القبر مسجد وأن يسوى أو يصلى عليه وهو غير مسوى أو يصلى إليه وإن صلى إليه أجزأه وقد أساء أخبرنا مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قاتل الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد لا يبقى دينان في جزيرة العرب . هذا رأي الإمام الشافعي في مسألة بناء المساجد على القبور فهو يكره ذلك ومعنى الكراهة هنا – الله أعلم – للتحريم وهو ما دلت عليه النصوص الصريحة التي لعنت من فعل ذلك وقد علل سبب ذلك إلى ثبوت النهي عن ذلك بالنسبة وإلى الخوف من تعظيم القبور مما قد يقع بسبب المعظم إلى الغلو المؤدي إلى الشرك ثم تكلم عن حكم الصلاة على القبور فكرهها وعلل ذلك بنجاسة المقابر .
5-زيارة القبور : قال الشافعي : ولا بأس بزيارة القبور وساق بسنده عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : نهيتكم عن زيارة القبور فزورها ولا تقولوا هجراً . قال : ولكن لا يقال عندها هجر من القول وذلك بالدعاء بالويل والثبور والنياحة، فأما إذا زرت تستغفر للميت ويرق قلبك وتذكر أمور الآخرة فهذا مما لا أكرهه .
6-رأى الإمام الشافعي في الحلف بغير الله : يمكن تلخيص رأي الإمام الشافعي في الحلف بما يأتي
كراهية الحلف مطلقاً وقد دل على ذلك الكتاب والسنة.
أن من حلف بالله أو باسم من أسمائه فحنث فعليه الكفارة.
أن الحلف بغير الله مكروه.
أن من حلف بغير الله فحنث فلا كفارة عليه لأنهما ليست يميناً.
جواز الحلف بالله واستحبابه إذا كان في طاعة كالجهاد ونحوه. وسواء فهمت الكراهة على التنزيه أو على التحريم فقد كره الإمام الشافعي الحلف بغير الله .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق