98
دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الثالث
النظم الحربية عند السلاجقة
المبحث الرابع:الخطط والفنون القتالية :
عاشراً :المهام الخاصة الطارئة :
اهتم السلاجقة اهتماماً كبيراً بالمهام الطارئة منُذ بداية أمرهم فأعُّدوا العدة لها، واهتموا اهتماماً كبيراً بالمهام الطارئة منُذ بداية أمرهم فأعُّدوا العدة لها، واهتموا بتحديد المهام الموكلة لفرسانهم وقوادهم وجندهم، فاهتم رجالات الدولة بهذه المهام حتى كان من رأي الوزير السلجوقي في نظام الملك أنه. ينبغي أن تسجل في الديوان باستمرار أسماء أربعة آلاف راجل من كل الأجناس احتياطاً، ألف للملك خاصة، وثلاثة آلاف لأفواج الأمراء وقادة الجيش للاستعانة بهم في الملمات وحين الحاجة ، وتشمل تطبيقات السلاجقة لهذه المهام الخاصة عدة جوانب أهمها:
1-المهام الحربية (العسكرية):
ففي قتال السلطان طغرل بك للبساسيري أرسل السلطان سرية من الجيش بقيادة خمارتكين عن طريق الكوفة لإشغاله عن الذهاب إلى الشام ، كما عهد إلى فرقة مكونة من عشرين فارساً بإخضاع دير كمّول فقاموا بتنفيذ هذه المهمة وعندما خرج السلطان ألب أرسلان لقتال الأمبراطور البيزنطي رومانوس عام 463ه وأرسل في البداية وحدة عسكرية من المماليك تحت قيادة أحد الحجّاب استطاعت أن تهزم قوة بيزنطية مكونة من عشرة آلاف شخص، وحينما أعيد الإمبراطور بعد أسره في موقعة ملاذكرد إلى بلاده أمر السلطان بأن ترافقه وحدة عسكرية من الغلمان تتكون من مائة غلام تحت قيادة حاجبين ، وفي سنة تسعين وأربعمائة كلفّ السلطان بركيارق فرقة من الجيش السلجوقي بمفاجأة أمير أميران الذي خرج عن طاعته فقامت بتنفيذ هذه المهمة على أكمل وجه وعادت به أسيراً بعد قتال يسير . وقد أبدى السلاطين السلاجقة اهتماماً بالغاً بتجهيز العوامل وتهيئة الظروف المناسبة لتمكين قادتهم من تحقيق المهام الحربية المناطة لهم، كاختيار المواقع العسكرية الإستراتيجية المناسبة وإسناد المهام الكبرى إلى القادة الأكفاء مواجهة السلاجقة لخطر الذين هددوا المصالح السلجوقية في آسيا الصغرى وسوريا نجد اهتمام السلاجقة بالموصل لموقعها المهم فاتخذوها – بمرور الزمن – قاعدة لانطلاق القوات السلجوقية لمواجهة الصليبيين، كما عينوا عليها أهم قوادهم مثل كربوقاوجاولي سقاوة، والأمير مودود وأقسنقر البرسقي وعماد الدين زنكي، كما وضعوا تحت تصرفهم عدداً كبيراً من الجيوش ليتمكنوا من تحقيق المهام التي كلفّوا بها فأبلوا بلاءً حسناً في قتال الصليبيين .
2-مهام الحراسة :
تدخل الحراسة كجانب من جوانب المهام الخاصة الطارئة عند السلاجقة، وتزداد أهميتها في حالة دخولهم معركة من المعارك، يقول شاهد عيان في وصفه حراس الجبال عند السلاجقة كان : الحراس ( الديدبانات) المعينون فوق الجبل يجري بعضهم إلى بعض ويقولون إن السلطان مسعود الغزنوى قد جاء وأبلغ الخبر إلى طغرل وداود . وهو ما يحمل معنى متقدماً من أن السلاجقة لم يكتفوا بحراسة الطرق بل تجاوزوا ذلك إلى مراقبة العدو وحراسته للتعرف على اتجاه سيره لأخذ الاحتياطات اللازمة لذلك وتتبوأ الحراسة العسكرية ليلاً مكانة مهمة في تأمين الجيش ، فقد ساعدت سيطرة السلاجقة على المرتفعات والجبال على سهولة الحراسة والمراقبة، فكانوا يشعلون النيران عليها ليلاً لهذا الغرض .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق