86
موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية
الفصل الثاني :عهد نور الدين زنكي وسياسته الداخلية :
المبحث الخامس:النظام الاقتصادي والخدمات الاجتماعية:
أولاً :مصادر دخل دولة نور الدين وسياسته الاقتصادية:
3- العنائم وفداء الأسرى :
كانت الغنائم تمثل بحق – مورداً من أوسع موارد الدولة التي كانت دوماً في (حالة حرب) مع الأعداء وكانت نتائج الحرب المادية والمعنوية تأتي لصالحها في أغلب الأحيان يقول سبط ابن الجوزي على سبيل المثال : عاد نور الدين بعد فتح حارم عام 559ه إلى حلب بالأسارى، ثم فادهم وكان قد استفتى الفقهاء فقال قوم : يقتل الجميع، وقال آخرون يفادي بهم، فمال نور الدين إلى الفدية فأخذ منهم ستمائة ألف دينار، معجلاً، وخيلاً وسلاحاً وغير ذلك، فكان نور الدين يحلف بالله أن جميع ما بناه من المدارس والربط والمارستانات وغيرها من هذه المفادة، وجميع ما وقفه منها، وليس فيها من بيت المال درهم واحد ( ) ستمائة ألف دينار حصيلة معركة واحدة، فكيف سائر المعارك التي انتصر فيها نور الدين والتي تغطي فترة حكمه من أقصاها إلى أقصاها ؟ ثمة رواية أخرى فيها إشارة محددة إلى مبالغ بالذات كسبتها الدولة عن طريق المفاداة : وقع صاحب طرابلس أسير بيد نور الدين فأطلق سراحه لقاء ثلاثمائة ألف دينار ومائة وخمسين أسير من المسلمين. هذا ما يقوله ابن الجوزي ( ) . أما أبو شامة فإنه يطرح أرقاماً أخرى : مائة وخمسون ألف دينار، وفكاك ألف أسير من المسلمين( ) ومهما كان الأمر فإن المبالغ النقدية والعينية المترتبة على فداء الأمير الصليبي كانت كبيرة حقاً فإذا ما أضفنا إلى ذلك ما كان يأتيه من الأقاليم التي فتحها كمصر واليمن وغيرها ( )، على شكل ضرائب وغنائم ومعطيات عينية أدركنا كما كان واسعاً كبيراً هذا المورد الذي كان يجي عن طريق النشاط الحربي ( ) .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق