204
موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية
الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية
المبحث الرابع : سياسة الدولة النورية تجاه القوى المسيحية :
ثالثاً : العلاقات النورية - البيزنطية :
2- مانويل يغزو كيلكية :
لم تكد الأميرة البيزنطية تيودورة تغادر القسطنطينية في صيف عام 553ه/1158م متوجهة إلى بيت المقدس، حتى خرج مانويل على رأس جيش يقدر بخمسين ألف جندي، متوجهاً إلى كيلكية ليسترد حقوق الأمبراطورية ومن تَّم سيتوجه إلى أنطاكية لإخضاعها وتأديب حاكمها رينولد شاتيون ( )، وكان أن عبر مانويل آسيا الصغرى من شمالها الغربي إلى جنوبها الشرقي متظاهراً بمحاربة السلاجقة حتى يُموَّه على أهداف حملته واتسم خروجه بالسرية التامة وكان الأمير الأرميني ثوروس الثاني آنذاك في طرسوس، ولم يساوره أي شك في إمكانية حصول غزو بيزنطي لأراضيه، حتى علم فجأة ذات يوم من من شهر رمضان / شهر تشرين الأول بأن العساكر البيزنطية شوهدت على مسيرة يوم واحد من طرسوس فهرب إلى الجبال ثم دخل مانويل سهل كيليكية واحتَّل بعض المدن والقلاع الكبرى مثل طرسوس، وتل حمدون وعين زربة والمعيصة التي اتخذ مقامه فيها، وأضحت كيليكية في قبضته، ولاذ ثوروس بالفرار مكان إلى آخر ( ) ، وأرسل مانويل إلى رينولد شاتيون في أنطاكية يستدعيه لمحاسبته على ما فعل بجزيرة قبرص، ويبدو أن حاكم أنطاكية انزعج لقدوم الإمبراطور الذي رابط على حدود إمارته إذ أدرك أنه ليس بوسعه أن يتصَّدى للجيس الأمبراطوري الكثيف فطلب مساعدة بلدوين الثالث متجاهلاً أن ملك بيت المقدس لا يقلُّ استياء على الأمبراطور، وأخَّر مثوله أمام الأمبراطور بانتظار وصوله إلى أنطاكية حيث كان في طريقه إليها، لكن بطانته نصحوه بالإذعان، وعرض على مانويل تسليمه قلعة أنطاكية، ورأى الأمبراطور أن ذلك ليس كافياً، وأصَّر على أن يحضر رينولد شاتيون إلى مجلسه ليقدم خضوعه وولاءه، فاضطر إلى إجابة الطلب فعجَّل بالمسير إلى معسكر الإمبراطور خارج أسوار مدينة المعيصة وأعلن خضوعه له ( ) .
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق