170
موسوعة الحروب الصليبية (2)عصر الدولة الزنكية
الفصل الثالث سياسة نور الدين الخارجية
المبحث الأول:علاقته مع الخلافة العباسية:
رابعاً : الخليفة المستضيء بالله :
الخليفة أبو محمد الحسن ابن المستنجد بالله يوسف ابن المقتفي محمد ابن المستظهر أحمد بن المقتدي الهاشمي العباسي بويع بالخلافة وقت موت أبيه في ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مئة وقام بأمر البيعة عضد الدين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء فاستوزره يومئذ ( ) ، وكان ذا حل وأناة ورأفة وبّر وصدقات ( ) . قال ابن الجوزي : بويع ، فنودي برفع المكوس، ورد المظالم وأظهر العدل والكرم مالم نراه من أعمارنا وفّرق مالاً عظيماً على الهاشمييّن ( ) وفي خلافته زالت دولة العبيدية بمصر وخطب له بها، وجاء الخبر فغلقت الأسواق للمسَّرة ( ) ، وخطب له باليمن، وبرقة، وتّوْزَرَ وإلى بلاد الترك ودانت له الملوك، وكان يطلب ابن الجوزيَّ ويأمره أن يعظ بحيث يسمع، ويميل إلى مذهب الحنابلة، وضعُف بدولته الرّفض ببغداد، وبمصر وظهرت السنة وحصل الأمن ولله المنَّة ( ).
- وفاته :
كان ابتداء مرضه في أواخر شوّال من هذه السنة فأرادت زوجته، أن تكتم ذلك فلم يمكنها ووقعت فتنة كبيرة ببغداد ونهبت العوامُّ دوراً كثيرة وأموالاً جزيلة، فلماَّ كان يوم الجمعة الثاني والعشرين من شوَّال خُطَّب لولي العهد أبي العباس أحمد بن المستضيء وهو الخليفة الناصر لدين الله، وكان يوماً مشهوداً نُثر الذهب فيه على الخطباء والمؤذَّنينَ ومن حضر ذلك عند ذكره على المنبر والتنويه باسمه ( ) ، فلما كان يوم السبت سلخ شوّال مات الخليفة المستضيء بأمر الله، وكان مرضه بالحُمىَّ ابتدأ بها في يوم عيد الفطر، ولم يزل الأمر يتزايد به حتى استكمل في مرضه شهراً، فمات، رحمه الله سلخ شوال، وله من العمر تسع وثلاثون سنة، وكانت مدة خلافته تسع سنين وثلاثة أشهر وسبعة عشر يوماً، وغُسَّل وصُلىَّ عليه من الغد ( ) ، وكان من خيار الخلفاء أمّاراً بالمعروف نّهاءً عن المنكر، وضع عن الناس المكوساتٍ والضرائب، ودرأ عنهم البدع والمصائب، وكان حليماً وقوراً كريماً، فرحمه الله تعالى وبلَّ ثراه وجعل الجنة مأواه وبويع بالخلافة من بعده لولده الناصر ( ) . وقد كتب ابن الجوزي كتابه المصباح المضيء في خلافة المستضيء ووجهه إلى الخليفة العباسي المستضيء بأمر الله بهدف التذكير والوعظ والنصيحة باعتباره الشخص الأول في الدولة العباسية( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق