100
دولة السلاجقة وبروز مشروع إسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي
الفصل الثالث
النظم الحربية عند السلاجقة
المبحث الخامس:أثر نظم السلاجقة في الدولة الزنكية والأيوبية والمماليك:
أولاً :الدولة الزنكية :
أحدث السلاجقة تأثيراً واضحاً في الدول التي حلت محلهم أو جاءت بعدهم في مختلف الجوانب العسكرية، فيذكر ابن الأثير أن ديوان زنكي كان يشبه إلى حد كبير دواوين السلاجقة في نظمه من كثرة الحاشية وجمال الزينة ونفاذ الأمر ، وهذا – بدون شك – من آثار نظم السلاجقة الواضحة في أتابكتهم الذين ترسموا خطاهم فساروا عليها في جميع أحوالهم، وبهذا كان الزنكيون أول من طبق النظم السلجوقية وعلى رأسها النظم العسكرية ، فكان عماد الدين زنكي (ت 541ه) رجلاً عسكريا اعتنى بجيشه وبتنظيماته فجعل ديواناً خاصاً يعنى بطعامهم ومرتباتهم وأسلحتهم وكان يتولى أمور الجيش أمير حاجب يرجع للسلطان مباشرة ، وكل هذه التنظيمات قد وجدت عند السلاجقة، وجاء من بعده ابنه سيف الدين غازي (ت544ه) الذي قد تربّى في بلاط السلاجقة، فكان لهذا تأثير كبير في سياسته وإطلاعه على أمور الحرب وإدارة الدواوين فكان يقلَّد سلاطين السلاجقة في زيه وركوبه وإظهار قوته ، ونظراً للاتصال الكبير بين السلاجقة وعماد الدين فقد تأثر بكثير مما وجد لدى السلاجقة، فكان يشارك السلطان محمود السلجوقي في لعب الكرة على ظهور الخيل وسار أولاده على نهجه ، حتى كان نور الدين محمود يداوم اللعب بالكرة تدريباً للخيل ومنعاً لبدانتها حتى أتقن اللعب بها تماماً ، وكان يأمر كافة قواده أن يلعبوا بالكرة مع أفراد الجيش كل يوم بعد صلاة العصر خشية أن يركن الجيش إلى الكسل ، وهذا يدل على تأثر الزنكيين بالنظم السلجوقية والفكرية والثقافية والعلمية كما سيأتي بيانه بإذن الله.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق