إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 4 أبريل 2014

202 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الرابع : فتوحات الصديق واستخلافه لعمر رضي الله عنهم ووفاته المبحث الأول : فتوحات العراق ثانياً: معارك خالد بن الوليد بالعراق: 1-معركة ذات السلاسل:


202

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الرابع : فتوحات الصديق واستخلافه لعمر رضي الله عنهم ووفاته

المبحث الأول : فتوحات العراق

ثانياً: معارك خالد بن الوليد بالعراق:

1-معركة ذات السلاسل:


سمع هرمز بمسير خالد وعلم أن المسلمين تواعدوا الحضير فسبقهم إليه وجعل على مقدمته القائدين قباذ وأنو شجان ولما بلغ خالد انهم يمموا الحضير عدل عنها إلى كاظمة فسبقه هرمز إليها ونزل على الماء واختار المكان الملائم لجيشه وجاء خالد فنزل على غير ماء، فقال لأصحابه: حطوا أثقالكم ثم جالدوهم على الماء فلعمري ليصيرن الماء لاصبر الفريقين واكرم الجندين( ).

وحط المسلمون أثقالهم والخيل وقوف وتقدم الراجلون، وزحفوا إلى الكفار، ومنَّ الله تعالى بكرمه وفضله على المسلمين بسحابة فأمطرت وراء صفوف المسلمين ونهلوا من غدرانها فتقوى بذلك المسلمون، وهذا مثل من الأمثلة الكثيرة الشاهدة على معية الله جل جلاله لأوليائه المؤمنين بنصره وإمداده ووجه المسلمون هرمز وكان مشهوراً بالخبث والسوء حتى ضُرب المثل بخبثه فعمل مكيدة لخالد وذلك أنه اتفق مع حاميته على أن يبارز خالدا ثم يغدروا به ويهجموا عليه، فبرز بين الصفين ودعا خالداً إلى البراز، فبرز إليه، والتقيا فاختلفا ضربتين واحتضنه خالد فحملت حامية هرمز على خالد وأحْدَقوا به فما شغله ذلك عن قتل هرمز، وما أن لمح ذلك البطل المغوار القعقاع بن عمرو حتى حمل بجماعة من الفرسان على حامية هرمز وكان خالد يجالدهم فأناموهم( )، وحمل المسلمون من وراء القعقاع حتى هزموا الفرس، وهذا هو أول المشاهد التي ظهر فيها صدق فراسة أبي بكر حينما قال عن القعقاع: (لايهزم جيش فيه مثل هذا)( ) وأما خالد فقد ضرب أروع الأمثال في البطولة ورباطة الجأش فقد أجهز على قائد الفرس وحاميته من حوله فلم يستطيعوا تخليصه منه، ثم ظل يجالدهم حتى وصل إليه القعقاع ومن معه فقضى عليهم وقد كان الفرس ربطوا أنفسهم بالسلاسل حتى لايفروا فلم تغن عنهم شيئاً أمام الليوث البواسل، وسميت هذه المعركة بذات السلاسل( ).

وغنم المسلمون من الفرس حمل ألف بعير، وبعث خالد سرايا تفتح ماحول الحيرة من حصون، فغنموا أموالاً كثيرة، ولم يعرض خالداً لمن لم يقاتلوه من الفلاحين، بل أحسن معاملتهم كما أوصاه الصديق، وأبقاهم في الأرض التي يفلحونها، ومكنّهم من إنتاجها، ومتعهم بثمرات عملهم، فمن دخل في الإسلام حدد له نصيب الزكاة، ومن بقي على دينه فرض عليه الجزية، وهو أقل بكثير مما كان ينهبه المالكون الفرس، ولم ينتزع الأرض من أيدي أصحابها الفرس، ولكنه أنصف العاملين فيها، فأحسُّوا بأن عنصراً جديداً من العدل والإخاء الإنساني يشرف عليهم من خلال هذا الفتح المجيد، وأرسل خالد خمس الغنائم والأموال إلى الصديق، ووزع الباقي على المجاهدين، وكان مما أرسله إلى الصديق قلنسوة هرمز ولكن الصديق أهداها إلى خالد، مكافأة له على حسن بلائه( ) وكانت قيمتها مائة ألف، وكانت مفصصة بالجوهر، فقد كان أهل فارس يجعلون قلانسهم على قدر أحسابهم في عشائرهم فمن تم شرفه فقيمة قلنسوته مائة ألف، فكان هرمز ممن تم شرفه( ) في الفرس.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق