إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

385 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه المبحث الأول : أقاليم الدولة سابعًا: ولاية مصر:


385

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه

المبحث الأول : أقاليم الدولة

سابعًا: ولاية مصر:

استشهد عثمان، رضي الله عنه، وعلى مصر محمد بن أبى حذيفة مغتصبًا للولاية فيها، ولم يقره عثمان عليها، وبعد وفاة عثمان أقره علىٌّ على مصر فترة من الوقت لم تطل، حيث وجه معاوية جيشًا إلى نواحي مصر فظفر بمحمد بن أبى حذيفة فقبض عليه ثم سجن وقتل( ), وقد ذكر أن عليًا لم يعين محمد بن أبى حذيفة على مصر وإنما تركه على حاله حتى إذا قتل عين علىٌّ قيس بن سعد الأنصاري على ولاية مصر( ), فقال له: سر إلى مصر وليتكها، واخرج إلى رحلك واجمع إليه ثقاتك ومن أحببت أن يصحبك حتى تأتيها ومعك جند، فإن ذلك أرعب لعدوك وأعز لوليك، فإذا أنت قدمتها إن شاء الله فأحسن إلى المحسن واشتد على المريب، وارفق بالعامة والخاصة، فإن الرفق يمن( ), وقد ظهر ذكاء قيس وحسن تصرفه في العديد من المواقف، فإنه حين توجه إلى مصر كان فيها مجموعة ممن غضبوا لمقتل عثمان، ومجموعة ممن اشتركوا في قتله، ولقد لقيته خيل من مصر قبل دخوله إليها فقالوا: من أنت؟ قال: من فألة( ) عثمان، فأنا أطلب من أوى إليه فأنتصر به لله، قالوا: من أنت؟ قال: فيس بن سعد، قالوا: امض فمضى حتى دخل( ) مصر. وهذا الموقف لقيس هو الذي مكنه من دخول مصر، ثم أعلن بعد ذلك أنه أمير، وربما لو أنه أعلن لهؤلاء الأجناد أنه أمير لمنعوه من دخول مصر أصلاً، كما حدث لمن وجهه على إلى الشام فمنعته أجناد الشام من دخولها حينما علموا أنه قد بعث أميرًا على الشام( ), وحينما وصل قيس بن سعد إلى الفسطاط صعد المنبر وخطب في أهل مصر وقرأ عليهم كتابًا من على بن طالب رضي الله عنه وطلب البيعة لعلى( ), وهنا انقسم أهل مصر إلى فريقين: فريق دخل في بيعة على وبايعوا قيسًا، وفريق توقف واعتزل، وكان قيس بن سعد حكيمًا مع الذين بايعوا والذين امتنعوا، حيث لم يجبرهم على البيعة وكف عنهم وتركهم في حالهم( ), ولم يكتف بذلك بل إنه بعث لهؤلاء أعطياتهم في مكان اعتزالهم، ووفد عليه قوم منهم فأكرمهم وأحسن إليهم( ), فساعدت تلك المعاملة الطيبة على تجنب الصدام بهم، وبالتالي ساعدته على تهدئة الأوضاع بمصر، حتى استطاع قيس أن ينظم الأمور فيها، فوزع الأمراء ونظم أمور الخراج، وعين رجالات على الشرطة( ), وبذلك استطاع أن يرتب ولاية مصر، وأن يسترضى جميع الأطراف فيها( ), وأصبح قيس بن سعد في هذا الموقع يشكل ثقلاً سياسيًا وخطرًا عسكريًا على معاوية بن أبى سفيان في الشام، نظرًا لقرب مصر من الشام، ولترتيب قيس لها وتنظيمها وما اشتهر عن قيس من حزم، وخوف معاوية من حركات عسكرية مناوئة له تخرج من مصر، ولذلك فإنه أخذ يراسل قيس بن سعد في مصر مهددًا له، وفي الوقت نفسه يحاول إغراءه بالانضمام إليه، وكانت إجابات قيس على تلك الرسائل إجابات ذكية بحيث لم يستطع معاوية أن يفهم موقف قيس وما ينوى عمله، وقد تعددت بينهما الرسائل( ), وقد انتشرت الروايات الرافضية من الرسائل بين معاوية وقيس بن سعد التي ذكرها أبو مخنف في كتب التاريخ وهي باطلة لا تصح، فقد انفرد بها هذا الرافضي التالف الذي ضعفه رجال الجرح والتعديل بها، وفي متن تلك الرواية غرائب من أبرزها ما يلي:



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق