إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

411 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه ثالثًا: الصلاحيات الممنوحة للولاة في عهد علىّ رضي الله عنه: 8- العمال التابعون للولاة ومتابعتهم:


411

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه

المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه

ثالثًا: الصلاحيات الممنوحة للولاة في عهد علىّ رضي الله عنه:

8- العمال التابعون للولاة ومتابعتهم:

قال أمير المؤمنين على: «ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارًا( ), ولا تولهم محاباة وأثرة، فإنها جماع شعب الجور واليانة، وتوخَّ منهم أهل التجربة والحياء، أهل البيوتات الصالحة والقدم في الإسلام( ) المتقدمة، فإنهم أكرم أخلاقًا وأصح أعراضًا، وأقل في المطامع إشرافًا، وأبلغ في عواقب الأمور نظرًا، ثم أسبغ عليهم الأرزاق( ), فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم، وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم، وحجة عليهم إن خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك( ), ثم تفقد أعمالهم، وابعث العيون( ) من أهل الصدق والوفاء عليهم، فإن تعاهدك في السر لأمورهم حدوة لهم( ) على استعمال الأمانة والرفق بالرعية، وتحفظ من الأعوان، فإنْ أحد منهم بسط يده إلى الخيانة اجتمعت بها عليه عندك أخبار عيونك( ), اكتفيت بذلك شاهدًا، فبسطت عليه العقوبة في بدنه، وأخذته بما أصاب من عمله، ثم نصبته بمقام المذلة ووسمته بالخيانة، وقلدته عار التهمة»( ).

وهنا يتحدث عن الموظفين التابعين للولاة والمحافظين على المدن والقرى وجباة الصدقات، وعلى عاتقهم مسئولية كبيرة لأن عملهم متصل بالناس بصورة مباشرة، ويتجلى في هذا النص أهمية هؤلاء في الجهاز الإداري؛ لأنهم يمثلون السلطة التنفيذية الحقيقية، فكان لابد من إشباع حاجاتهم حتى لا يطمعوا في مال غيرهم، ولا حقوقهم( ), ويشير أمير المؤمنين على إلى أهمية العيون التي تقوم بأعمال الرقابة على الإدارات والوحدات وبيت المال، ويتم تعيينهم من قبل الوالي ويكون ارتباطهم معه، وهناك شروط يجب أن تتوافر فيهم:

أ- أن يكونوا من أهل الصدق حتى تكون تقاريرهم واقعية صادقة.
ب- أن يكونوا من أهل الوفاء حتى يكون هدفهم هو الإخلاص للدولة، وبعد تقديم التقارير على الوالي أن يثبت بدقة ما في هذه التقارير ولا يسرع في الحكم على الأفراد، ومن أعمال هذا الجهاز فرض الرقابة على التجار وذوى الصناعات لمنعهم من الاحتكار وإيقاع الضرر بالناس، وما قاله أمير المؤمنين في رسالته للأشتر في هذه الفقرة يشير إلى أن دولة الخلافة الراشدة تهتم بدوام المباشرة لأحوال الرعية، وتفقد أمورها، والتماس الإحاطة بجانب الخلل في أفرادها وجماعاتها، وهذا مبدأ قرآني بينه المولى عز وجل على لسان سليمان عليه السلام: + وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَالِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ ? لأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ" [النمل:20، 21]، وتفقد الطير، وذلك بحسب ما تقتضيه العناية بأمور الخلافة والاهتمام بكل جزء فيها والرعاية لكل واحد فيها وخاصة الضعفاء، ولا شك أن القيادة تحتاج إلى لجان ومؤسسات وأجهزة حتى تستطيع أن تقوم بهذه المهمة العظيمة، إن سليمان عليه السلام مهتمًا بمتابعة الجند وأصحاب الأعمال وخاصة إذا رأبه شيء من أحوالهم، فسليمان عليه السلام، لما لم ير الهدهد بادر بالسؤال:+مَالِيَ لاَ أَرَى الْهُدْهُدَ" يعنى أهو غائب؟ كأنه يسأل عن صحة ما لاح له( ), ثم قال: +أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ" سؤال آخر ينم عن حزم في السؤال بعد الترفق، فسليمان عليه السلام أراد أن يُفهم منه أنه يسأل عن الغائب لا عن شفقة فقط ولكن عن جد وشدة، إذا لم يكن الغياب بعذر( )، فعهد الخلافة الراشدة تطبيق عملي لمفاهيم القرآن الكريم، إن أمير المؤمنين عليًا رضي الله عنه أشار إلى أهمية الأجهزة الأمنية للدولة المسلمة التي تحرص أشد الحرص على الاهتمام بالأخبار والمعلومات حتى توظف لخدمة الدين، ونشر المبادئ السامية، والأهداف النبيلة، والمثل العليا، وتقضى على بذور الفساد في الأجهزة المتعددة التي يقوم عليها نظام الولايات.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق