إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

423 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه رابعًا: من المفاهيم الإدارية عند أمير المؤمنين علىّ رضي الله عنه: 9- حسن الاختيار لدى الوالي والضمانات المادية والنفسية لموظفي الدولة:


423

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه

المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه

رابعًا: من المفاهيم الإدارية عند أمير المؤمنين علىّ رضي الله عنه:

9- حسن الاختيار لدى الوالي والضمانات المادية والنفسية لموظفي الدولة:

إن حسن الاختيار يسد الطريق أمام المشاكل التي قد تطرأ نتيجة ضعف الموظف أو عدم انسجامه مع الجو العام، وإذا أمعنا النظر في رسالة أمير المؤمنين علىّ لمالك الأشتر النخعي لوجدنا الشروط المهمة التي يضعها أمامه عند  اختياره لعماله: « ثم انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختبارًا، ولا تولهم محاباة وأثرة، فإنها جماع من شعب الجور والخيانة، وتوخَّ منهم أهل التجربة والحياء من أهل البيوتات الصالحة، والقدم في الإسلام المتقدمة فإنهم أكرم أخلاقًا، وأصح أعراضًا، وأقل في المطامع إسرافًا، وأبلغ قي عواقب الأمور نظرًَا»( ). فهذه شروط متعددة غير محصورة بالكفاءة اللازمة في العمل فقط، بل لابد من ملاحظة « العامل» من النواحي النفسية والاجتماعية أيضًا، حتى لا يأخذه الطموح ولا تتغير نواياه وأغراضه، كما لابد من ملاحظة سلوكه الاجتماعي وقدرته على التكيف في المحيط الاجتماعي الجديد، عند ذلك تبدأ مسئولية الوالي: ثم أسبغ عليهم الأرزاق، فإن ذلك قوة لهم على استصلاح أنفسهم، وغنى لهم عن تناول ما تحت أيديهم، وحجة عليهم إن خالفوا أمرك أو ثلموا أمانتك( ), فعندما تجتمع تلك الخصال في فرد من الأفراد ثم يقابل بالمكافأة الجيدة فإن ذلك مدعاة له لأن يستقيم في عمله ويواصل جهده لترقية الولاية أو المؤسسة. وفي مكان آخر يقول: وأفسح له في البذل ما يزيل علته، وتقل معه حاجته إلى الناس، وأعطه من المنزلة لديك مالا يطمع فيه غيره من خاصتك( ), وهذه عوامل تحصن الموظفين الكبار من السقوط في طريق الرشوة أو شرائه بالمال:

أ- البذل الواسع الذي يكفل جميع حاجاته حتى يشعر بالغنى.
ب- المنزلة المرموقة حتى يشعر بالأمن والطمأنينة على وظيفته، وهذا ما يسمى بالأمن الوظيفي.

فماذا يريد الموظف بعد كل ذلك إذا كانت حياته مؤمنة، ووضعه الوظيفي مستقرًا، وهذه الضمانات لكبار موظفي الدولة يمكن إنزالها على الشركات الكبرى والمؤسسات العملاقة وقادة الحركات الإسلامية، إنها كفالة كاملة تضمنها للموظف أفضل الأفكار الإدارية، فحتى الإدارة اليابانية لا تحيط الموظف بهذا الشكل من الرخاء الأمني والمعيشي، فالموظف يأخذ راتبًا معينًا، وقد يكون هذا الراتب غير كاف لتغطية جميع نفقاته، فماذا سيعمل حينذاك يا ترى؟ قد تدفعه الحاجة إلى أعمال مشينة مخلة بالأخلاق، لكن المنهاج الإداري لأمير المؤمنين علىّ رضي الله عنه يجب أن يؤمن الموظف حتى يصل حد الغنى، أي لا يتم الاكتفاء بالراتب الشهري فقط، بل المعيار هو تأمين حاجاته، ومن ثم توفير الأمن الوظيفي له( ), «وأعطه من المنزلة ما لا يطمع فيه غيره من خاصتك»( ).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق