إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

412 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه ثالثًا: الصلاحيات الممنوحة للولاة في عهد علىّ رضي الله عنه: 9- أصناف وطبقات المجتمع:


412

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه

المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه

ثالثًا: الصلاحيات الممنوحة للولاة في عهد علىّ رضي الله عنه:

9- أصناف وطبقات المجتمع:

قال أمير المؤمنين: «واعلم أن الرعية طبقات لا يصلح بعضها إلا ببعض، ولا غنى لبعضها عن بعض، فمنها جنود الله، ومنها كتاب العامة والخاصة، ومنها قضاة العدل، ومنها عمال الإنصاف والرفق، ومنها أهل الجزية والخراج من أهل الذمة ومسلمة الناس، ومنها التجار وأهل الصناعات، ومنها الطبقة السفلى من ذوى الحاجة والمسكنة، وكل قد سمى الله سهمه( )، ووضع على حده فريضته في كتابه أو سنة نبيه ×، عهدًا منه عندنا محفوظًا...» إلى أن قال: «ولا قوام لهم جميعًا إلا بالتجار ذوى الصناعات فيما يجتمعون عليه من مرافقهم( ), ويقيمونه من أسواقهم، ويكفونه من الترفق بأيديهم مالا يبلغه وفق غيرهم، ثم الطبقة السفلى من أهل الحاجة والمسكنة الذين يحق رفدهم ومعونتهم»( ). ثم أوصى بالتجار وأصحاب الصناعة بهم خيرًا فقال: «ثم استوص بالتجار وذوى القناعات وأوص بهم خيرًا: المقيم منها، والمضطرب بما له( ), والمترفق ببدنه، فإنهم مواد المنافع وأسباب المرافق وجُلاَّبها من المباعد والمطارح في برك وسهلك وجبلك، وحيث لا يلتم الناس لمواضعها( ), ولا يجترئون عليها، فإنهم سلم لا تخاف بائقته( ), وصلح لا تخشى عائلته، وتفقد أمورهم بحضرتك وفي حواشي بلادك، واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقًا فاحشًا وشحًا قبيحًا( ), واحتكارًا للمنافع وتحكمًا في البياعات، وذلك باب مضرة للعامة وعيب على الولاية، فامنع من الاحتكار، فإن رسول الله × منع منه، وليكن البيع بيعًا سمحًا، بموازين عدل وأسعار لا تجحف بالفريقين من البائع والمبتاع، فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه( ), فنكل به، وعاقب في غير إسراف»( ).

ونلاحظ من كلام أمير المؤمنين على رضي الله عنه أن طبقة التجار من أهم شرائح المجتمع، ولذلك أرشد الولاة إلى الاهتمام بهم من خلال وجود دائرة تتولى رعاية هذه الطبقة والإشراف على أعمالها، حتى لا يظهر عليها المظاهر السلبية كالشح والاحتكار وما شابه ذلك. وذوو الصناعات، يلم بهم ما يلم التجار من أضرار ومشاكل، فكان لابد من قيام جهاز لرعايتهم ومساعدتهم في إتمام أعمالهم( ), ومن هذه الطبقات أهل الخراج، وهم العاملون على الأرض من زراع وحراث وحافرين لآبار، وهم يحتاجون إلى الاهتمام وتشكيل لجان تكون موكلة بأهل الخراج لحل المشكلات التي تعترضهم، لأن هذا الطريق هو السبيل إلى التنمية واستثمار الأرض. ومن هذه الأصناف أهل الذمة الذين يعيشون في الدولة الإسلامية، ويعملون فيها، فلابد من رعاية الدولة لهم وتفقد شئونهم، من خلال جهاز يتولى شئونهم الاقتصادية منها والاجتماعية( ), ومنها الطبقة السفلى من المساكين والمحتاجين وأهل البؤس والزمنى، فإن في هذه الطبقة القانع( ), والمعتر( ), وتشمل هذه الطبقة أهل اليتم وذوى الرقة في السنَّ ممن لا حيلة له، ولا ينصب للمسألة نفسه، فالدولة مسئولة عنه رعاية كاملة، اجتماعية واقتصادية وتعليمية، وكان على الوالي أن يحدد وقتًا للقاء بهم ليزيل عنهم مشاعر الحرمان ويتفقد أمورهم بنفسه وبصورة مباشرة، وعليه أن يوفر الأجواء التي يستطيع بواسطتها هؤلاء المحرومون من التكلم أمام الوالي( ).

يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق