إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

395 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه المبحث الأول : أقاليم الدولة تاسعًا: ولاية الكوفة:


395

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه

المبحث الأول : أقاليم الدولة

تاسعًا: ولاية الكوفة:

استشهد عثمان رضي الله عنه وواليه على الكوفة أبو موسى الأشعري، وبعد مبايعة على بالخلافة أقر أمير المؤمنين علىٌّ أبا موسى الأشعري على ولايته، وقد أخذ له البيعة من أهلها، وكتب له بموقف أهل الكوفة من بيعته، من حيث تقبل الكثير للبيعة( ), وعندما خرج أمير المؤمنين من المدينة للعراق كان يسأل عن أبى موسى خصوصًا، ففي أثناء الطريق إليها لقيه رجل من أهل الكوفة، فسأله على عن أبى موسى فقال: إن أردت الصلح فأبو موسى صاحب ذلك، وإن أردت القتال، فأبو موسى ليس بصاحب ذلك، قال: والله ما أريد إلا الإصلاح حتى يرد علينا، قال: قد أخبرتك الخبر( ), وقد تبين فيما بعد ميل أبى موسى إلى الصلح والمسالمة وعدم القتال بين المسلمين، فقد بعث على محمد بن أبى بكر وعمار بن ياسر والحسن بن على وغيرهم في وفود مختلفة لاستنفار أهل الكوفة قبل موقعة الجمل – سيأتي الحديث عنها بالتفصيل لاحقًا إن شاء الله تعالى – فسأل أهل الكوفة أبا موسى عن الموقف واستشاروه في الخروج: فقال: أما سبيل الآخرة فأن تقيموا، وأما سبيل الدنيا فأن تخرجوا وأنتم أعلم( ), وقد اقتنع العديد من أهل الكوفة بعد ذلك بالخروج مع الحسن، رضي الله عنه، بعد محاورات متعددة وطويلة بينهم وبين الحسن، وقيل إنه خرج معه قرابة تسعة آلاف رجل( ), وتميل العديد من الروايات إلى أن ولاية أبى موسى على الكوفة قد انتهت في هذه الفترة قبيل موقعة الجمل، حيث تذكر بعض الروايات أن الأشتر «وكان أحد قواد على» قد طرد أبا موسى وغلمانه من قصر الكوفة وتغلب عليه( ), كما ذكرت بعض الروايات أن عليًا كتب إلى أبى موسى بعزله، وعين مكانه «قرضة بن كعب الأنصاري» واليًا على الكوفة( ), ثم إن على بن أبى طالب رضي الله عنه قدم الكوفة بعد موقعة الجمل حيث أصبحت الكوفة قاعدة الخلافة، وبالتالي كان على رضي الله عنه هو المسئول مباشرة عن أحوال الكوفة وما يتبعها من ولايات، وأصبح لها مكانة خاصة بقية عصره، حيث كانت عاصمة الخلافة ومنها يدير أمير المؤمنين علي مختلف أنحاء الدولة، وإليها تقدم الوفود، ومنها تخرج الأجناد، كما كان ذلك سببًا في جذب السكان إليها، ولا شك أن هذا كان له دور كبير في تنشيط الحركة التجارية والعمرانية في الكوفة طيلة خلافة على. وقد كان رضي الله عنه كثير الاهتمام بالكوفة ويتفقد أهلها بنفسه، كما يحرص على تعيين من ينوب عنه في ولايتها في حال غيابه، فحينما أراد على الخروج إلى صفين ولى على الكوفة «أبا مسعود البدرى»( )  وحينما أراد التوجه لقتال الخوارج في «النهروان»( ), ولى على الكوفة «هاني بن هوذة النخعي»( ), فلم يزل بالكوفة حتى استشهد على( ) رضي الله عنه.
ومما سبق نلاحظ أن الكوفة كانت تدار من قبل الولاة، حتى إذا تخذها على رضي الله عنه مقرًا للخلافة أصبح هو المسئول عن ولايتها، وأخذ ينيب عنه من يتولى شئونها في غيابه، وأصبحت الكوفة ذات أهمية خاصة نظرًا لإقامة أمير المؤمنين فيها( ).



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق