إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

402 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه ثانيًا: مراقبة أمير المؤمنين علىًّ لعماله وبعض توجيهاته:



402


تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه

المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه

ثانيًا: مراقبة أمير المؤمنين علىًّ لعماله وبعض توجيهاته:

دأب أمير المؤمنين علىّ رضي الله عنه مراقبة ولاته وتتبع أحوالهم في ولاياتهم، والسؤال عنهم، وقد اتبع لذلك عدة أساليب منها أنه كان يبعث مفتشيه إلى هؤلاء الولاة فيسألون عنهم الناس، وقد يسأل بعض العمال عن بعض ويأمرهم بتفقد أمورهم، فقد كتب إلى كعب بن مالك: أما بعد فاستخلف على عملك، واخرج في طائفة أصحابك حتى تمر بأرض كورة السواد فتسأل عن عمالي وتنظر في سيرتهم( ), كما كان على رضي الله عنه يعتمد على تقارير سرية يبعثها إليه مفتشوه على هذه الولايات ولا يعرف الولاة مهمتهم( ), وقد يكون هؤلاء المراقبون من موظفي الوالي أو آخرين مجهولين، وقد يكونون مقيمين في الولاية أو متنقلين من ولاية إلى أخرى، ويدل على وجود هذه التقارير السرية ما كان يكتبه عليّ رضي الله عنه إلى هؤلاء الولاة، ولعل تدخل بعض الأشخاص بين أمير المؤمنين وولاته هو السبب في ترك بعضهم للولاية ورفضهم للعمل، كتدخل الأشتر بين علىّ وجرير ابن عبد الله البجلى، وتدخل بعض الناس بين على ومصقلة بن هبيرة( ), وقد فتح علىّ رضي الله عنه الباب على مصراعيه لأي شكوى تقدم إليه ضد أحد من ولاته، وكان إذا بلغه عن أحد منهم شكاية قال: اللهم إني لم آمرهم أن يظلموا خلقك أو يتركوا حقك( ), وقد قام رضي الله عنه بحبس أحد الولاة وتأديبه وضربه بالدرة حينما بلغته شكاية عنه( ) وثبتت التهمة.

وقد كان أمير المؤمنين على دائم النصح لولاته، وقد نصح علىّ رضي الله عنه مجموعة من الولاة منهم قيس بن سعد، حين ولاه على مصر حيث أوصاه: تأتيها ومعك جند، فإن ذلك أرعب لعدوك، وأعز لوليك، فإذا أنت قدمتها إن شاء الله فأحسن إلى المحسن واشتد على المريب، وأرفق بالعامة والخاصة، فإن الرفق يمن( ), ومن نصائحه إلى قيس بن سعد في إحدى رسالاته: أما بعد فأقبل على خراجك بالحق، وأحسن إلى جندك بالإنصاف، وعلم من قبلك مما علمك الله( ), وقد كانت بعض العهود المرسلة للبلدان في تعيين الولاة تشتمل على بعض النصائح والتوجيهات، ومن ذلك عهد على إلى محمد بن أبى بكر في ولاية مصر الذي قرأه على الناس، فقد كان يحتوى على جملة من النصائح للعامة وللوالي نفسه( ), وكانت تجرى بين علىّ وبين ولاته العديد من الاتصالات سواء بالمراسلة الخطية، أو الشفهية، أو بالاتصال المباشر، وبالدرجة الأولى أثناء قدوم هؤلاء الولاة إلى الكوفة لمقابلة أمير المؤمنين علىّ أو للاشتراك معه في قتال الخوارج وغيرهم، ولم يؤثر عن أمير المؤمنين أنه حج واتصل بولاته في الحج بعد مبايعته، كما كان يفعل الخلفاء السابقون، وإنما كان ينيب عنه في ذلك بعض من يثق فيهم كأبناء العباس وغيرهم، وكان ولاة المشرق أكثر ولاة علىًّ اتصالاً به، نظرًا لقربهم من الكوفة وتكرار وفودهم إليها، وكان علىّ كثيرًا ما يكتب أوامر تصدر على شكل نصائح تبين لهم طريقة العمل، وقد كان بعضها مكتوبًا، وبعضها مشافهة، فقد جاء في أحد كتب أمير المؤمنين إلى عماله: «فإنكم خزان الراعية، ووكلاء الأمة، وسفراء الأئمة، ولا تجشموا أحدًا عن حاجته، ولا تحبسوه عن طلبته، ولا تبيعن الناس في الخراج كسوة شتاء، ولا صيف، ولا دابة يعملون عليها، ولا عبدًا، ولا تضربن أحدًا سوطًا لمكان درهم ولا تمس مال أحد من الناس مصلّ ولا معاهد( ) ».

وتقدم بعض الدهاقين بشكوى إلى علىّ من أحد عماله فكتب إلى ذلك العامل: أما بعد فإن دهاقين أهل بلدك شكوا منك غلظة وقسوة واحتقارًا وجفوة، ونظرت فلم أرهم أهلاً لأن يدنوا لشركهم، ولا أن يُقضوا ويجفوا لعهدهم، فالبس لهم جلبابًا من اللين تشوبه بطرف من الشدة، وداول لهم بين القسوة والرأفة، وامزج لهم بين التقريب والإدناء، والإبعاد والإقصاء إن شاء الله( ).



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق