إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

417 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه رابعًا: من المفاهيم الإدارية عند أمير المؤمنين علىّ رضي الله عنه: 3- العلاقة بين الرئيس والمرءوس:


417

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل الخامس : مؤسسة الولاية في عهد أمير المؤمنين على بن أبي طالب رضي الله عنه

المبحث الثاني : تعيين الولاة في عهد على رضي الله عنه

رابعًا: من المفاهيم الإدارية عند أمير المؤمنين علىّ رضي الله عنه:

3- العلاقة بين الرئيس والمرءوس:

هذه العلاقة لا يرسمها التسلسل التنظيمي والتدرج بل ترسمه المصلحة المشتركة بين الرئيس والمرءوسين، يقول أمير المؤمنين على لواليه عندما بعثه إلى مصر: «ثم أمور من أمورك لابد لك من مباشرتها، منها إجابة عمالك بما يعيا عنه كتابك، ومنها إصدار حاجات الناس يوم وردها عليك بما تحرج به صدور أعوانك»( ), ونحن هنا أمام حالة أُلغى فيها التسلسل الوظيفي إلغاء تامًا، وإذا لم يقدر الوالي على القيام بهذه المهمة فإنه ينتدب بعض خلصائه لذلك، فيقول: «وتفقد أمور من لا يصل إليك منهم ممن تقتحمه العيون وتحقره الرجال، ففرغ لأولئك ثقتك من أهل الخشية والتواضع، فليرفع إليك أمورهم»( ), وهذا تجاوز واضح على الإدارة البيروقراطية التي ترى أن كل شيء يجب أن يتم ضمن التسلسل الإداري ولاحق لأحد في إلغاء هذا التسلسل، ومن يُلغِ ذلك يُعد متجاوزًا للتنظيم، ثم بين أمير المؤمنين مضار التقيد غير المسئول بالتسلسل الوظيفي: «فإن احتجاب الولاة عن الرعية شعبة من الضيق وقلة علم بالأمور، والاحتجاب عنهم يقطع عنهم علم ما احتجبوا دونه؛ فيصغر عندهم الكبير، ويعظم الصغير، ويقبح الحسن ويحسن القبيح، ويشاب الحق بالباطل»( ). هذه هي مضار التسلسل الإداري والتقيد الحرفي به، فتباطؤ الأمور بين هذه السلسلة الطويلة وانتقالها من مسئول إلى مسئول، ومنه إلى مسئول ثالث، فرابع وخامس حتى وصولها إلى الناس العاديين، هذه السلسلة التي تجرى بعيدًا عن مباشرة الرئيس الأعلى قد تغير الأمور وتقلبها رأسًا على عقب، فيصبح الصغير كبيرًا والحق باطلاً، والحسن قبيحًا والقبيح حسنًا، كما يقول أمير المؤمنين رضي الله عنه، وهو ما تعانى منه التنظيمات البيروقراطية لأنها تعتمد على سلسلة تنتقل عبرها المسائل والقضايا، فتنحرف عن أهدافها ومراميها، والعلاج كما يقدمه أمير المؤمنين علي هو ألا يحتجب المسئول عن أفراده، فاحتجابه يتسبب في تغيير قراراته أو تطبيقها في أحسن الظروف تطبيقًا متحجرًا بعيدًا عن الأهداف التي طمح من أجلها، ومهمة الرئيس ليست محصورة في لقاء المرءوسين، بل عليه أن يوفر الأجواء المطمئنة التي تجعل المرءوس قادرًا على طرح مشاكله بطمأنينة وبدون خوف، لأن الغاية ليست هي المقابلات الفجة، بل الهدف هو أن يكون هذا اللقاء مفيدًا فلابد من خلق الأجواء المناسبة لهذه اللقاءات، يقول في ذلك: واجعل لذوى الحاجات منك قسمًا تُفرغُ لهم فيه شخصك وتجلس لهم مجلسًا عامًا فتتواضع فيه لله الذي خلقك وتقعد عنهم جندك وأعوانك من حراسك وشرطك حتى يكلمك متكلمهم غير متعتع( ), ويبعث إلى قثم بن العباس «ابن عمه» برسالة يقول فيها: «ولا يكن لك إلى الناس سفير إلا لسانك ولا حاجب إلا وجهك»( ), وهناك نصوص أخرى تؤكد على طبيعة العلاقة بين الرئيس والمرءوسين وأنها لا تقوم عبر الوسائل ولا القيود الإدارية، بل تقوم وجهًا لوجه عندما تستدعى الحاجة لذلك( ).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق