إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 29 أبريل 2014

373 تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة الفصل الرابع : المؤسسة المالية والقضائية في عهدأمير المؤمنين على بن أبي طالب وبعض اجتهادا ته الفقهية المبحث الرابع :حجية قول الصحابي والخلفاء الراشدين 3- إخلاصهم لله وتقواهم:


373

تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة

الفصل الرابع : المؤسسة المالية والقضائية في عهدأمير المؤمنين على بن أبي طالب وبعض اجتهادا ته الفقهية

المبحث الرابع :حجية قول الصحابي والخلفاء الراشدين

3- إخلاصهم لله وتقواهم:

فببركة إخلاصهم نالوا العلوم الكثيرة النافعة، في أوقات قليلة، كما قال تبارك وتعالى: +وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ" [البقرة:282].

فإذا تقرر هذا فكل هذه الأسباب شكلت فقها قويًا متماسكًا لدى أصحاب النبي ×، قال ابن القيم بعد أن ذكر مدارك اختصوا بها، كسماعهم من النبي × وسماعهم من بعضهم، وعلمهم بالعربية على أكمل الوجوه( ), قال: أما المدارك التي شاركناهم فيها من دلالات الألفاظ والأقيسة فلا ريب أنهم كانوا أبر قلوبًا وأعمق علمًا، وأقل تكلفًا وأقرب إلى أن يوفقوا فيما لم نوفق له نحن، ولما خصهم الله تعالى به من توقد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسعة العلم، وسهولة الأخذ، وحسن الإدراك وسرعته، وقلة المعارض أو عدمه، وحسن المقصد وتقوى الرب تعالى، فالعربية طبيعتهم وسليقتهم، والمعاني الصحيحة مركوزة في فطرهم وعقولهم، ولا حاجة بهم إلى النظر في الإسناد وأحوال الرواة وعلل الحديث والجرح والتعديل، ولا إلى النظر في قواعد الأصول وأوضاع الأصوليين، بل غنوا في ذلك كله، فليس في حقهم إلا أمران:

أحدهما: قال الله تعالى كذا، وقال رسوله كذا.

والثاني: معناه كذا وكذا.

وهم أسعد الناس بهاتين المقدمتين، وأحظى الأمة بهما، فقواهم متوفرة مجتمعة عليهما، وأما المتأخرون فقواهم متفرقة وهممهم متشعبة، فالعربية وتوابعها قد أخذت من قوى أذهانهم شعبة، والأصول وقواعدها قد أخذت منها شعبة، وعلم الإسناد وأحوال الرواة قد أخذ منها شعبة، وفكرهم في كلام مصنفهم وشيوخهم على اختلافهم وما أرادوا به قد أخذ منها شعبة، إلى غير ذلك من الأمور، فإذا وصلوا إليها بقلوب وأذهان قد كلت من السير في غيرها، وأوهن قواهم مواصلة السير في سواها، فأدركوا من النصوص ومعانيها بحسب القوة( ), وبما تقدم يتقرر أن أصحاب النبي × أدق فهمًا وعلمًا بما هيأ الله لهم من الأسباب المعينة على الفهم والعلم، فبناء على ذلك فهم أعلم بمقاصد الشرعية ومراميها من غيرهم، ولكون من أهم الطرق المحصلة لمقاصد الشريعة: العلم بالكتاب والسنة وطرق الاستنباط منهما، وهذا متوافر لدى الصحابة بلا شك على أكمل الوجوه وأحسنها( ).

قال الشاطبى: السلف أعلم الناس بمقاصد القرآن( ), وقال عن الصحابة: هم القدوة في فهم الشريعة والجري على مقاصدها( ). هذا وقد تنوعت مذاهب العلماء في حجية قول الصحابي وانقسمت إلى خمسة أقوال مشهورة، وقبل أن نذكر أقوال المذاهب نحرر محل النزاع فتقول:

1- اتفق الكل على أن مذهب الصحابي في مسائل الاجتهاد لا يكون حجة على غيره من الصحابة إمامًا كان أو حاكمًا أو مفتيًا.
2- إذا قال الصحابي قولاً ووافقه الباقون فليس داخلاً في محل النزاع لكونه إجماعًا حينئذ.
3- إذا قال قولاً وانتشر ولم يخالفه أحد فهذا له حكم الإجماع السكوتى.
4- اتفقوا على أن قول الصحابي ليس بحجة إذا خالفه صحابي آخر.
5- اتفقوا على أن قول الصحابي إذا رجع إلى الكتاب أو السنة أو الإجماع فإنه الحجة حينئذ فيما رجع إليه.
6- اتفقوا على أن قول الصحابي إذا رجع عنه فليس بحجة، ومحل الخلاف إذا قال الصحابي قولاً في مسألة اجتهادية تكليفية ولا ظهر له مخالف ولا موافق، ولا ندرى انتشر أم لا؟ خالف أحدًا أم لا؟ ( ).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق