172
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الرابع : مسيلمة الكذاب وبنو حنيفة
خامساً: بطولات نادرة:
1-قال البراء بن مالك:
يامعشر المسلمين ألقوني عليهم في الحديقة، فاحتملوه فوق الجحف( )، ورفعوها بالرماح حتى ألقوه عليهم، فلم يزل يقاتلهم دون بابها حتى فتحه، ودخل المسلمون الحديقة من الباب الذي فتحه البراء، وفتح الذين دخلوا الأبواب الأخرى، وحوصر المرتدون وأدركوا أنها القاضية، وأن الحق جاء، فزهق باطلهم( ).
2-مصرع مسيلمة الكذاب:
وخلص المسلمون إلى مسيلمة لعنه الله، وإذا هو واقف في ثلمة جدار كأنه جمل أورق، وهو يريد يتساند، لايعقل من الغيظ، وكان اذا اعتراه شيطانه أزبد حتى يخرج الزبد من شدقيه، فتقدم إليه وحشي بن حرب مولى جبير ابن مطعم
-قاتل حمزة- فرماه بحربته فأصابه وخرجت من الجانب الآخر، وسارع إليه أبو دجانة سماك بن خرشة، فضربه بالسيف فسقط، فنادت امرأة من القصر: وأمير الوضاءة، قتله العبد الأسود، فكان جملة من قتلوا في الحديقة وفي المعركة قريباً من عشرة آلاف مقاتل، وقيل: أحد وعشرون ألفاً، وقتل من المسلمين ستمائة، وقيل خمسمائة، فالله أعلم، وفيهم من سادات الصحابة، وعيان الناس من يذكر بعد، وخرج خالد وتبعه مجاعة ابن مرارة يرسف في قيوده، فجعل يريه القتلى ليعرفه بمسيلمة، فلما مروا بالرّجال بن عنفوة قال له خالد: أهذا هو؟ قال لا، والله هذا خير منه، هذا الرَّجال بن عنفوة. ثم مروا برجل أصفر أخنس، فقال: هذا صاحبكم، فقال خالد: قبحكم الله على اتباعكم هذا، ثم بعث خالد الخيول حول اليمامة يلتقطون ماحول حصونها من مال وسبي( ).
3-أبو عقيل: عبدالرحمن بن عبدالله البلوي الأنصاري الأوسي:
كان أبو عقيل من أول من جُرح يوم اليمامة، رمى بسهم فوقع بين منكبيه وفؤاده، فجرح في غير مقتل، فأخرج السهم، ووهن شقُّه الأيسر، فأخذ إلى معسكر المسلمين، فلما حمي القتال، وتراجع المسلمون إلى رحالهم ومعسكرهم، وأبو عقيل واهن من جرحه سمع معن بن عدي يصيح: ياللأنصار، الله الله والكرة على عدوكم، وتقدم معن القوم، ونهض أبو عقيل يريد قومه، فقال له بعض المسلمين: يا أبا عقيل، مافيك قتال، قال: قد نوّه المنادي باسمي، فقيل له: إنما يقول يا للأنصار لايعني الجرحى، فقال أبو عقيل: فأنا من الأنصار،وأنا أُجيب ولو حبواً، فتحزَّم أبو عقيل وأخذ السيف بيده اليمنى مجرّداً، ثم جعل ينادي: ياللأنصار، كرَّة كيوم حُنين، فاجتمعوا جميعاً، وتقدموا بروح معنوية عالية يطلبون الشهادة أو النصر، حتى أقحموا عدوَّهم الحديقة، وفي هذا الهجوم قطعت يد أبي عقيل من المنكب، ووجدت به أربعة عشر جُرحاً كلها قد خلصت إلى مقتل، ومرَّ ابن عمر بأبي عقيل وهو صريع بآخر رمق، فقال: يا أبا عقيل، فقال: لبيك، بلسان ثقيل، ثم قال: لمن الدبرة، فقال ابن عمر: أبشر، قد قُتِل عدوُّ الله، فرفع أبو عقيل اصبعه إلى السماء بحمد الله قال عنه عمر ?: رحمه الله، مازال ينال الشهادة ويطلبها وإنه لمن خيار أصحاب نبينا( ).
4-نسيبة بنت كعب المازنية الأنصارية:
خرجت في جيوش خالد الذاهبة لليمامة وباشرت القتال بنفسها وأقسمت أن لاتضع السلاح حتى يقتل دجال بني حنيفة وبرت بفضل الله بقسمها وقتل مسيلمة ورجعت المدينة وبها اثنا عشر جرحاً مابين طعنة برمح وضربة بسيف وكلها أوسمة شرف لهذه الصحابية المجاهدة التي ضربت لبنات جنسها مثلا رائعاً في الدفاع عن الدين والعقيدة ولو أدى ذلك لأن تتحمل مالايتحمله في العادة مثيلاتها من ربات الخدور( )، وقد قام خالد بن الوليد بعد هذه المعركة برعايتها فقد قالت نسيبة رضي الله عنها: فلما انقطعت الحرب ورجعت إلى منزلي جاءني خالد بن الوليد بطبيب فداواني بالزيت المغلي، وكان والله أشد علي من القطع وكان خالد كثير التعهد لي، حسن الصحبة لنا، يعرف لنا حقنا، ويحفظ فينا وصية نبينا ?( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق