إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 4 أبريل 2014

167 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة المبحث الرابع : مسيلمة الكذاب وبنو حنيفة ثانياً: الثابتون على الإسلام من بني حنيفة:


167

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة

المبحث الرابع : مسيلمة الكذاب وبنو حنيفة

ثانياً: الثابتون على الإسلام من بني حنيفة:

طغت أخبار ردة مسيلمة الكذاب باليمامة على غيرها من أخبار ثبات جماعات من المسلمين الصادقين باليمامة بصفة عامة وفي بني حنيفة -قوم مسيلمة بصفة خاصة- ولم يتعرض كثير من الكتّاب المحدثين لذكر المسلمين الذين تمسكوا بإسلامهم في فتنة مسيلمة ووقفوا في وجهه وساندوا جيوش الخلافة للقضاء على فتنته وقد وجدت( ) روايات معتبرة تلقي الضوء على هذه الحقيقة التي غابت عن الكثيرين( ).

يذكر ابن أعثم، أن ممن ثبت على الإسلام في اليمامة ثمامة بن آثال( )، الذي كان من مشاهير بني حنيفة، ولذا اجتمعت إليه عندما علموا بمسير خالد إليهم لأنه كان واحداً من أكابرهم، وكان ذا عقل وفهم ورأي، وكان مخالفاً لمسيلمة على ماهو عليه من الردة، وكان مما قاله لمن تابع مسيلمة: ... ويحكم يابني حنيفة اسمعوا قولي تهتدوا، وأطيعوا أمري ترشدوا، واعلموا أن محمداً ? كان نبياً مرسلاً لاشك في نبوته، ومسيلمة رجل كذّاب، لاتغتروا بكلامه وكذبه، فإنكم قد سمعتم القرآن الذي أتى به محمد ? وآل عن ربه إذ يقول: {حم?تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ?غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ?} (سورة غافر، آية:1-3) فأين هذا الكلام من كلام مسيلمة الكذاب؟ فانظروا في أموركم ولايذهبن هذا عنكم، ألا وإني خارج إلى خالد بن الوليد في ليلتي هذه طالبا منه الأمان على نفسي ومالي وأهلي وولدي...وكان جواب من هُدي إليه من قومه:(نحن معك يا أبا عامر فكن من ذلك على علم). ثم خرج ثمامة بن أثال في جوف الليل في نفر من بني حنيفة حتى لحق بخالد بن الوليد واستأمن إليه فأمنه وأمن أصحابه( )، وجاء في رواية الكلاعي قوله لهم بأن لانبي مع محمد ? ولابعده، وتذكر طرفاً من قرآن مسيلمة للتدليل على سخفه( ) وتروى شعراً ينسب إلى ثمامة، منه قوله:

مسيلمة ارجع ولاتمحك
            فإنك في الأمر لم تشرك
كذبت على الله في وحيه
            فكان هواك هوى الأنوك( )
ومنّاك قومُك أن يمنعوك
            وإن يأتيهم خالد تُتركِ
فمالك من مصعد في السماء
            ولالك في الأرض من مسلك( )

وقد جاء في رواية: دور ثمامة في حرب مسيلمة ومساعدة عكرمة بن أبي جهل له في هذه المهمة( ).

وقد ساهم ثمامة بن أثال في مساعدة العلاء بن الحضرمي في حربه للمرتدين بالبحرين وكان معه مسلمو بني حنيفة من بني سُحيم، ومن أهل القرى من سائر بني حنيفة، وكان ثمامة من أهل البلاء في قتال المرتدين مع العلاء الحضرمي( ).

وممن ثبت على الإسلام في اليمامة معمر بن كلاب الرُّماني، فقد وعظ مسيلمة وبني حنيفة الذين تابعوه ونهاهم عن الردة، وكان جاراً، لثمامة بن أثال وشهد قتال اليمامة مع خالد بن الوليد ومن سادات اليمامة الذين كانوا يكتمون إسلامهم: ابن عمرو اليشكري الذي كان من أصدقاء الرَّجَّال بن عنفوة، وقال شعراً فشا في اليمامة، وأنشده الناس، ومن هذا الشعر قوله:

إن ديني دين النبي وفي القوم
            رجال على الهدى أمثالي
أهلك القوم مُحَكَّم بن طُفيل
            ورجال ليسوا لنا برجال
إن تكن ميتتي على فطرة
            الله حنيفاً فإني لاأبالي

فبلغ ذلك مسيلمة ومحكما وأشراف أهل اليمامة فطلبوه ولكنه فاتهم، ولحق بخالد بن الوليد، وأخبره بحال أهل اليمامة ودله على عوراتهم( ).

وممن ثبت على الإسلام في اليمامة أيضا: عامر بن مَسْلَمَة ورهطه( ).

ولقد أكرم أبو بكر الثابتين على الإسلام من بني حنيفة وذلك في أشخاص ذوي قرابتهم ومن ذلك تعيينه لمطرف بن النعمان بن مسلمة ابن أخ كل من ثمامة بن أثال وعامر بن مسلمة اللذين كان لهما ثباتا في فتنة الردة -عينه والياً على اليمامة( ).



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق