162
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الرابع : مسيلمة الكذاب وبنو حنيفة
أولاً: التعريف به ومقدمة عنه:
هو مسيلمة بن ثمامة بن كبير بن حبيب الحنفي أبوشامة، متنبئ من المعمرين، وفي الأمثال: أكذب من مسيلمة، ولد ونشأ باليمامة في القرية المسماة اليوم بالجبيلة بقرب العيينة بوادي حنيفة في نجد، وتلقب في الجاهلية بالرحمن، وعرف برحمان اليمامة( )، وأخذ يطوف في ديار العرب والعجم يتعلم الأساليب التي يستطيع بها استغفال الناس واستجرارهم لجانبه كجبل السدنة والحوّاء وأصحاب الزجر والخط، ومذاهب الكهان والعياف والسحرة وأصحاب الجن الذين يزعمون أن لهم تابعات الى غيرها من الخزعبلات ومن هذه الشعوذات أنه كان يصل جناح الطائر المقصوص في الظاهر، ويدخل البضة في القارورة( )، وكان مسيلمة يدعي النبوة ورسول الله بمكة وكان يبعث بأناس إليها ليسمعوا لقرآن ويقرؤوه على مسامعه، فينسج على منواله أو يسمعه هو نفسه للناس زاعماً أنه كلامه( )، وفي العام التاسع للهجرة الذي عم فيه الاسلام ربوع الجزيرة العربية، أقبل وفد بني حنيفة على مدينة الرسول ? يعلنون إسلامهم، وكان مسيلمة معهم، فقد ذكر ابن اسحاق: إن مسليمة كان ضمن المجموعة التي قابلت الرسول ?، من وفد بني حنيفة جاؤوا به يسترونه بالثيات، فلما قابله كلمه وكان مع رسول الله ? عسيب من سعف النخل، فقال له رسول الله ?: لو سألتني هذا العسيب ماأعطيتكه( ). ويبدو أنه سأله الشركة في النبوة أو الخلافة من بعده، وفي رواية : إن مسيلمة لم يكن في الوفد الذي قابل رسول الله ?، لأنه تخلف يحرس رحال القوم، فلما قسّم ? الأعطيات أخرج له نصيباً مثل أنصبائهم، وقال لهم: إنه ليس بشرّكم مكاناً، وذلك لقيامه على حراسة متاعهم( ).
وفي الرواية الاولى يبدو مسليمة الكذاب شخصاً مريباً مما استدعى ستره بهذه الثياب، وكأنه يخفي في نفسه وتقاطيع وجهه شيئاً مدخولاً. وقد كان الرجل كذلك في حياته وفي قوله ?: ليس بشركم لا تعني أنه خيرهم، بل قد تعني أنهم أشرار وليس هو بأكثر شراً منهم، بل هو شرير مثلهم والحقيقة التي كشفتها الأيام أن بني حنيفة، كان جلهم أشراراً وكان هو الذي يتولى كبر هذا الشر فيهم.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق