163
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الرابع : مسيلمة الكذاب وبنو حنيفة
أولاً: التعريف به ومقدمة عنه:
1- رجوع وفد بنى حنيفة:
ولما رجع وفد بني حنيفة الى اليمامة حيث ديارهم، ادعى مسيلمة النبوة واعلن شركته لرسول الله ? فيها، اعتماداً على قوله ?: إنه ليس بشركم. وطفق يتنباً لقومه ويسجع ويحلل ويحرم كما يشتهي، فكان مما زعم أنه قرآن يأتيه: لقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحشى( )، فمنهم من يموت ويدس الى الثرى، ومنهم من يبقى الى أجل مسمى، والله يعلم السر وأخفى( ).
ومما قاله مسيلمة: ياضفدع بنت ضفدعين، نقي ماتنقين، أعلاك في الماء وأسفلك في الطين، لا الشارب تمنعين، ولا الماء تكدرين( )، وقد حاول مسيلمة الكذاب أن يسرق أساليب القرآن مع إحالة معانيه، بحيث تخرج شوهاء ممسوخة، مثل قوله (فسبحان الله، إذا جاءت الحياة كيف تحيون؟ والى ملك السماء ترقون، فلو أنها حبة خردلة، لقام عليها شهيد يعلم مافي الصدور، ولأكثر الناس فيها ثبور( )، لقد كان هذا الهراء غير خاف على أحد بمن فيهم هم أنفسهم قبل غيرهم وقد ذكر ابن كثير ان عمرو بن العاص -قبل إسلامه- قابل مسيلمة الكذاب فسأله هذا ماذا أنزل على محمد من القرآن، فقال له عمرو: إن الله أنزل عليه سورة العصر، فقال مسيلمة. وقد أنزل الله عليَّ مثلها وهو قوله: ياوبر، ياوبر، إنما أنت أذنان وصدر، وسائرك حفر نقر( )، فقال له عمرو بن العاص: والله إنك تعلم أني أعلم أنك تكذب( )، وعلقّ ابن كثير رحمه الله على قول عمرو هذا من قرآن مسيلمة المزعوم: فاراد مسيلمة أن يركب من هذا الهذيان، مايعاض به القرآن، فلم يرج ذلك على عابد الأوثان في ذلك الزمان( ).
وقال أبوبكر البقلاني -رحمه الله- فأما كلام مسيلمة الكذاب، ومازعم أنه قرآن ، فهو أخسُّ من أن ننشغل به، وأسخف من أن نفكر فيه وإنما نقلنا منه طرفاً ليتعجب القارئ، وليتبصر الناظر، فإنه على سخافته قد أضل، وعلى ركاكته قد أزل، وميدان الجهل واسع( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق