إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 4 أبريل 2014

156 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين ثانياً: القضاء على فتنة الأسود العنسي وطليحة الأسدي، ومقتل مالك بن نويرة: 3-سجاح وبنو تميم ومقتل مالك بن نويرة اليربوعي:


156

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة

المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين

ثانياً: القضاء على فتنة الأسود العنسي وطليحة الأسدي، ومقتل مالك بن نويرة:

3-سجاح وبنو تميم ومقتل مالك بن نويرة اليربوعي:

جـ-زواج خالد بأم تميم:

أم تميم هي ليلى بنت سنان المنهال، زوج مالك بن نويرة وهذا الزواج حدث حوله جدل كثير وأتهم من لهم أغراض خالداً بعدة تهم لاتصح ولاتثبت أمام البحث العلمي النزيه وخلاصة القصة فهناك من أتهم خالداً بأنه تزوج أم تميم فور وقوعها في يده لعدم صبره على جمالها ولهواه السابق فيها وبذلك يكون زواجه منها -حاش لله- سفاحاً، فهذا القول مستحدث لايعتد به( )، إذ خلت المصادر القديمة من الإشارة إليه، بل هي على خلافه في نصوصها الصريحة، يذكر الماوردي أن الذي جعل خالداً يقدم على قتل مالك، هو منعه للصدقة التي استحل بها دمه وبذلك فسد عقد المناكحة بينه وبين أم تميم( )، وحكم نساء المرتدين إذا لحقن بدار الحرب أن يسبين ولايقتلن، كما يشير إلى ذلك الإمام السرخسي( )، فلما صارت أم تميم في السبي اصطفاها خالد لنفسه، فلما حلّت بنى بها( )، ويعلق الشيخ أحمد شاكر على هذه المسألة بقوله: إن خالداً أخذها هي وابنها ملك يمين بوصفها سبية، إذ إن السبية لاعدة عليها، وإنما يحرم حرمة قطعية أن يقربها مالكها إن كانت حاملاً قبل أن تضع حملها، وإن كانت غير حامل، حتى تحيض حيضة واحدة ثم دخل بها وهو عمل مشروع جائز لامغمز فيه ولامطعن، إلا أن أعداءه والمخالفين عليه رأوا في هذا العمل فرصتهم، فانتهزوها، وذهبوا يزعمون أن مالك بن نويرة مسلم وأن خالدا قتله من أجل امرأته( )، وقد اتهم خالد بأنه في زواجه هذا خالف تقاليد العرب، فقد قال العقاد: قتل خالد مالك بن نويرة وبنى بامرأته في ميدان القتال على غير ماتألفه العرب في جاهلية وإسلام، وعلى غير مايألفه المسلمون، وتأمر به الشريعة( )، فهذا القول بعيداً عن الصحة، فقد كان يحصل كثيراً في حياة العرب قبل الإسلام إثر حروبهم وانتصاراتهم على أعدائهم أن يتزوجوا من السبايا وكانوا يفخرون بذلك ولذلك كثر فيهم أولاد السبايا وهذا حاتم الطائي يقول:

وما أنكحونا طائعين بناتهم
            ولكن خطبناها بأسيافنا قسراً
وكائن ترى فينا من ابن سبية
            إذا لقي الأبطال يطعنهم شزراً
ويأخذ رايات الطعان بكفّه
            فيوردها بيضاً ويصدرها حمرا( )

وأما من الناحية الشرعية، فقد أتى خالد أمراً مباحاً وسلك إليه سبيلاً مشروعة أتاه من هو أفضل منه؛ فإذا كان قد أخذ عليه زواجه أبان الحرب أو في أعقابها، فإن رسول الله ? تزوج بجويرية بنت الحارث المصطلقية إثرغزوة المريسيع، وقد كانت في سبايا بني المصطلق فقضى عنها كتابتها وتزوجها، وكان بها طابع يمن وبركة على قومها إذ أعتق لهذا الزواج مائة رجل من أسراهم لأنهم أصبحوا أصهاراً لرسول الله ?، وكان من آثاره المباركة كذلك إسلام أبيها الحارث ابن ضرار( )، كما أنه عليه الصلاة والسلام تزوج بصفية بن حيي بن أخطب اليهودية إثر غزوة خيبر، وبنى بها في خيبر أو ببعض الطريق( )، وإذا كان رسول الله ? الأسوة الحسنة، فقد توارى العتاب وانقطع الملام( )، ودفاع الدكتور محمد حسين هيكل عن خالد اتبع فيه منهجية غير مقبولة لأنه ينبغي لنا أن لا نغض الطرف عن مخالفات خالد على حساب الاسلام فخالد وغيره محكوم بالشرع الذي يعلو ولا يعلى عليه وإن تنزيه الأشخاص لا يساوي تشويه المنهج بأية حال، فقد قال الدكتور هيكل: وماالتزوج من امرأة على خلاف تقاليد العرب، بل ماالدخول بها قبل أن يتم تطهيرها، إذا وقع ذلك من فاتح غزا فحق له بحكم الغزو أن تكون له سبايا يصبحن ملك يمينه!! إن التزمت في تطبيق التشريع لاينبغي أن يتناول النوابغ العظماء من أمثال خالد، وبخاصة إذا كان ذلك يضر بالدولة أو يعرضها للخطر( )، ورد الشيخ أحمد شاكر بهذا الخصوص فقال: لشد ماأخشى أن يكون المؤلف تأثر بما قرأ من أخبار نابليون وغيره من ملوك أوربة، في مباذلهم وإسفافهم، وبما كتب الكاتبون من الافرنج في الاعتذار عنهم لتخفيف آثامهم بما كان لهم من عظمة وبما أسدوا الى أممهم من فتوح وأياد حتى يظن بالمسلمين الأولين أنهم أمثال هؤلاء، فيقول: إن التزمت في تطبيق التشريع لايجب أن يتناول النوابع العظماء من أمثال خالد وهذا قول يهدم كل دين وخلق( ).




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق