155
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين
ثانياً: القضاء على فتنة الأسود العنسي وطليحة الأسدي، ومقتل مالك بن نويرة:
3-سجاح وبنو تميم ومقتل مالك بن نويرة اليربوعي:
ب-خالد ومقتل مالك بن نويرة:
اختلفت الآراء في مقتل مالك بن نويرة اختلافاً كثيراً: أقتل مظلوماً أم مستحقاً، أي أكافراً قتل أم مسلماً؟ وقام الدكتور علي العتوم بتحقيق هذه المسألة في كتابه حركة الردة، وتعرض الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم لهذه القضية( )، وقام الشيخ محمد زاهر الكوثري بالدفاع عن خالد في كتابه مقالات الكوثري( ) وغير ذلك من الباحثين واخترت من بين من بحث هذا الموضوع ماذهب إليه الدكتور علي العتوم لأنه حقق المسألة تحقيقاً علمياً متميزاً، واهتم بأحداث الردة اهتماماً لم أجده -على حسب اطلاعي- عند احد من الباحثين المعاصرين وخرج بنتيجة أوافقه عليها: أن الذي أردى مالكاً: كبره، وتردده فقد بقي للجاهلية في نفسه نصيب، وإلاّ لما ماطل هذه المماطلة في التبعية للقائم بأمر الإسلام بعد رسول الله ?، وفي تأدية حق بيت مال المسلمين عليه، المتمثل بالزكاة، وفي تصوري أن الرجل كان يحرص على زعامته، ويناكف -في الوقت نفسه- بعض أقربائه من زعماء بني تميم الذي وضعوا عصا الطاعة للدولة الإسلامية، وأدوا ماعليهم لها من واجبات، ولقد كانت أفعاله وأقواله على السواء تؤيد هذا التصور فارتداده، ووقوفه بجانب سجاح، وتفريقه إبل الصدقة على قومه، بل ومنعهم من أدائها لأبي بكر، وعدم إصاخته لنصائح أقربائه المسلمين في تمرده. كل ذلك يدينه ويجعل منه رجلاً أقرب إلى الكفر منه إلى الإسلام.
ولو لم يكن مما يحتج به على مالك إلا منعه للزكاة لكفى ذلك مسوِّغاً لإدانته وهذا المنع مؤكد عند الأقدمين فقد جاء في طبقات فحول الشعراء لابن سلام قوله: والمجمع عليه: أن خالداً حاوره ورادّه، وإن مالكاً سمح بالصلاة والتوى بالزكاة( ) جاء في شرح النووي لصحيح مسلم قوله عن المرتدين: كان في ضمن هؤلاء من يسمح بالزكاة ولايمنعها إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك وقبضوا على أيديهم في ذلك، كبني يربوع، فإنهم قد جمعوا صدقاتهم وأرادوا أن يبعثوها إلى أبي بكر ?، فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك وفرّقها( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق