إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 4 أبريل 2014

157 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين ثانياً: القضاء على فتنة الأسود العنسي وطليحة الأسدي، ومقتل مالك بن نويرة: 3-سجاح وبنو تميم ومقتل مالك بن نويرة اليربوعي:


157

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة

المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين

ثانياً: القضاء على فتنة الأسود العنسي وطليحة الأسدي، ومقتل مالك بن نويرة:

3-سجاح وبنو تميم ومقتل مالك بن نويرة اليربوعي:

د- دعم الصديق للقيادة الميدانية:

كان بعض رجال من جيش خالد قد شهدوا أن القوم أذّنوا حين سمعوا أذان المسلمين، وأنهم بذلك قد حقنوا دماءهم وأن قتلهم لايحل، ومن أولئك القوم أبوقتادة ?، فأكبر الأمر، وزاد ذلك عنده أنه رأى خالد بن الوليد قد تزوج امرأة مالك بن نويرة، ففارق أبوقتادة خالد وقدم على أبي بكر ليشكوا إليه خالداً فيما خالف فيه. فرأى أبوبكر أن فراق أبي قتادة لخالد خطأ لاينبغي أن يرخص فيه له ولا لغيره لأنه يكون سبباً للفشل والجيش في أرض العدو، فاشتد على أبي قتادة ورده الى خالد، ولم يرض منه إلا أن يعود فينخرط تحت لوائه( )، وعمل أبي بكر من أحكم السياسات الحربية.

وقد قام الصديق بالتحقيق في مقتل ابن نويرة وانتهى الى براءة ساحة خالد من تهمة قتل مالك بن نويرة( )، وأبوبكر في هذا الشأن أكثر اطلاعاً على حقائق الأمور، وأبعد نظراً في تصريفها من بقية الصحابة، لأنه الخليفة وإليه تصل الأخبار، كما أنه أرجح إيماناً منهم، وهو في معاملته لخالد يحتذي على سنن رسول الله ?، إذ أنه عليه الصلاة والسلام، لم يعزل خالداً عما ولاه في الوقت الذي كان يقع منه ماقد لايرتاح له، وكان يعذره إذ يعتذر، ويقول: لاتؤذوا خالداً فإنه سيف من سيوف الله صبه الله على الكفار( ).

إن من كمال الصديق توليته لخالد واستعانته به، لأنه كان شديداً لليعتدل به أمره، ويخلط الشدة باللين، فإن مجرد اللين يفسده، ومجرد الشدة تفسده، فكان يقوم باستشارة عمر وباستنابة خالد وهذا من كماله الذي صار به خليفة رسول الله ? ولهذا اشتد في قتال أهل الردة شدة برَّز بها على عمر وغيره فجعل الله فيه الشدة مالم يكن فيه قبل ذلك، وأما عمر فكان شديداً في نفسه، فكان من كماله -في خلافته- استعانته باللين ليعتدل أمره -فكان يستعين بأبي عبيدة ابن الجراح، وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة الثقفي، والنعمان بن مقرن، وسعيد بن عامر، وأمثال هؤلاء من أهل الصلاح والزهد الذين هم أعظم زهداً وعبادة من خالد بن الوليد وأمثاله، وقد جعل الله في عمر من الرأفة -بعد الخلافة- مالم يكن فيه قبل ذلك، تكميلاً له، حتى صار أمير المؤمنين( ).

وقد ذكر ابن تيمية كلاماً نفيساً عن ذلك فقال: ... وهكذا أبوبكر خليفة رسول الله ? مازال يستعمل خالداً في حرب أهل الردة، وفي فتوح العراق والشام وبدت منه هفوات كان له فيها تأويل، وقد ذكر له عنه أنه كان له فيها هوى، فلم يعزله من أجلها، بل عاتبه عليها؛ لرجحان المصلحة على المفسدة في بقائه، وأن غيره لم يكن يقوم مقامه، لأن المتولى الكبير إذا كان خلقه يميل الى اللين، فينبغي أن يكون خلق نائبه يميل الى الشدة، وإذا كان خلقه يميل الى الشدة، فينبغي أن يكون خلق نائبه يميل الى اللين، ليعتدل الأمر، ولهذا كان أبوبكر الصديق ? يؤثر استنابة خالد؛ وكان عمر بن الخطاب ? يؤثر عزل خالد، واستنابة أبي عبيدة بن الجراح ? لأن خالداً كان شديداً، كعمر بن الخطاب، وأبا عبيدة كان ليناً كأبي بكر، وكان الأصلح لكل منهما أن يولي من ولاه؛ ليكون أمره معتدلاً، ويكون بذلك من خلفاء رسول الله الذي هو معتدل( )، حتى قال النبي ?: أنا نبي الرحمة، أنا نبي الملحمة( ).




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق