133
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين
أولاً: المواجهة الرسمية من الدولة:
3-نص الخطاب الذي أرسله للمرتدين والعهد الذي كتبه للقادة:
إن اقتداء أبي بكر ? برسول الله ? علمه فن القيادة، ونجاح القائد في قيادته يتوقف على مدى نجاحه في جنديته ولقد كان أبو بكر نعم الجندي في جيش المسلمين، مخلصاً في ولائه لرسول الله، يطبق مايقوله بحذافيره، مضحياً في سييله لم يفر عنه في معركة قط، ونستطيع أن ندرك دقة آرائه القيادية وبعد مرماها من وصاياه لقواده وخططه العامة التي رسمها لهم أثناء تحركهم لضرب قوات العدو( ). لقد كانت أول وصية أوصاهم بها تتركز على النقاط التالية:
• أن يلزموا أنفسهم تقوى الله عزوجل ومراقبته في السر والعلن، وهذا عين الصواب في هذه السياسة الرشيدة لأن القائد إذا ألزم نفسه تقوى الله عزوجل كان معه {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ}(سورة النحل، آية:128).
• الجد والاجتهاد وإخلاص النية لله سبحانه، وتلك أخلاق المنصورين الفائزين( ) {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (سورة العنكبوت، آية:69).
• أن لايقبل من المرتدين إلا الإسلام أو القتل، إذ لامهادنة في أمر العقيدة.
• تقسيم الغنائم بين الجند مع الاحتفاظ بحق بيت المال منها وهو خمسها.
• أن لايتعجلوا في التصرف حيال القضايا التي تواجههم، حتى لاتأتي حلولهم فجة.
• أن يحذروا من أن يدخل بينهم غريب ليس منهم، كيلا يكون جاسوساً عليهم.
• أن يرفقوا بجندهم ويتفقدوهم في المسير والنزول، وأن لاينفرط بعضهم عن بعض.
• وأن يستوصوا بهؤلاء الجند خيراً في الصحبة( ).
ويمكننا من خلال الدراسة أن نستخلص الخطة العامة بعد أن عقد الصديق الألوية لقادة الجيوش والتي تتلخص في النقاط الآتية:
أ-ضمنت الخطة أحكام التعاون بين هذه الجيوش جميعها بحيث لاتعمل كأنها منفصلة تحت قيادة مستقلة وإنما هي رغم تباعد المكان جهاز واحد، وقد تلتقي - أو يلتقي بعضها ببعض - لتفترق، ثم تفترق لتلتقي، كان ذلك والخليفة بالمدينة يدير حركة القتال ومعاركه.
ب-احتفظ الصديق بقوة تحمي المدينة -عاصمة الخلافة- واحتفظ بعدد من كبار الصحابة ليستشيرهم، وليشاركوه في توجيه سياسة الدولة.
جـ-أدرك الصديق أن هناك جيوشاً من المسلمين داخل المناطق التي شملتها حركة العصيان والردة، وقد حرص على هؤلاء المسلمين من أن يتعرضوا لنقمة المشركين، ولذلك فإنه أمر قادته باستنفار من يمرون بهم من أهل القوة من المسلمين من جهة، وبضرورة تخلف بعضهم لمنع بلادهم وحمايتها من جهة أخرى.
د-طبق الخليفة مبدأ الحرب خدعة مع المرتدين، حتى أظهر أن الجيوش تنوي شيئاً وهي في حقيقة الأمر كانت تستهدف شيئاً آخر، زيادة في الحيطة والحذر من اكتشاف خطته( ) وهكذا تظهر الحنكة السياسية، والتجربة العملية، والعلم الراسخ، والفتح الرباني في قيادة الصديق.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق