إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 2 أبريل 2014

132 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين أولاً: المواجهة الرسمية من الدولة: 3-نص الخطاب الذي أرسله للمرتدين والعهد الذي كتبه للقادة:


132

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة

المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين

أولاً: المواجهة الرسمية من الدولة:

3-نص الخطاب الذي أرسله للمرتدين والعهد الذي كتبه للقادة:

ونلحظ في خطاب أبي بكر أنه كان يدور حول محورين:

أ-بيان أساس مطالبة المرتدين بالعودة الى الاسلام.

ب-بيان عاقبة الإصرار على الردة( ).

وقد أكد الكتاب على عدة حقائق هي:

• أن الكتاب موجه إلى العامة والخاصة ليسمع الجميع دعوة الله.
• بيان أن الله بعث محمداً بالحق فمن أقر به كان مؤمناً، ومن أنكر كان كافراً يجاهد ويقاتل.
• بيان أن محمداً، بشر قد حق عليه قول الله: إنك ميت، وأن المؤمن لايعبد محمداً ? وإنما يعبد الله الحي الباقي الذي لايموت أبداً، ولذلك لاعذر لمرتد( ).
• إن الرجوع عن الإسلام جهل بالحقيقة واستجابة لأمر الشيطان، وهذا يعني أن يتخذ العدو صديقاً، وهو ظلم عظيم للنفس السوية، إذ يقودها صاحبها بذلك إلى النار عن طواعية.
• إن الصفوة المختارة من المسلمين وهم المهاجرون والأنصار وتابعوهم هم الذين ينهضون لقتال المرتدين غيرة منهم على دينهم، وحفاظاً عليه من أن يهان.
• إن من رجع إلى الإسلام، وأقر بضلاله، وكف عن قتال المسلمين وعمل من الأعمال مايتطلبه دين الله، فهو من مجتمع المسلمين له مالهم وعليه ماعليهم.
• إن من يأبى الرجوع إلى صف المسلمين، ويثبت على ردته، إنما هو محارب لابد من شن الغارة عليه: تقتله أو تحرقه وتسبي نساءه وذراريه، ولن يعجز الله بأية حال، لأنه أنى ذهب، في ملكه.

• إن الشارة التي ينجو بها المرتدون من غارة المسلمين أن يعلن فيهم الأذان، وإلا فالمعالجة بالقتال هي البديل( ) وحتى لايترك الخليفة الأمر للقادة والجند بغير انضباط، كتب للقواد جميعاً كتاباً واحداً، يدعوهم فيه إلى الالتزام بمضمون كتابه السابق هذا نصه: ... هذا عهد من أبي بكر خليفة رسول الله ? لفلان حين بعثه فيمن بعثه لقتال من رجع عن الإسلام، وعهد إليه أن يتقي الله مااستطاع في أمره كله سره وعلانيته، وأمره بالجدّ في أمر الله، ومجاهدة من تولى عنه، ورجع عن الإسلام إلى أماني الشيطان بعد أن يعذر إليهم فيدعوهم بداعية الإسلام، فإن أجابوه أمسك عنهم، وإن لم يجيبوه شنّ غارته عليهم حتى يقرُّوا له، ثم ينبئهم بالذي عليهم والذي لهم، فيأخذ ماعليهم ويعطيهم الذي لهم، لايُنظرهم، ولا يرد المسلمين عن قتال عدوهم، فمن أجاب إلى أمر الله عزوجل وأقرّ له قبل ذلك منه وأعانه عليه بالمعروف، وإنما يتقبل من كفربالله على الإقرار بما جاء من عند الله، فإذا أجاب الدعوة لم يكن عليه سبيل، وكان الله حسيبه بعد فيما استسربه، ومن لم يجب داعية الله قُتل وقوتل حيث كان، وحيث بلغ مراغَمهُ، لايقبل من أحد شيئاً أعطاه إلا الإسلام، فمن أجابه وأقرّ قبل منه وعلَّمه، ومن أبى قاتله، فإن أظهره الله عليه قتل منهم كل قتلة بالسلاح والنيران، ثم قسَّم ما أفاء الله عليهم، إلا الخُمس فإنه يبلغناه، وأن يمنع أصحابه العجلة والفساد، وألاّ يُدخل فيهم حَشْواً حتى يعرفهم ويعلم ماهم، لايكونوا عيوناً، ولئلا يُؤتى المسلمون من قبلهم، وأن يقتصد بالمسلمين ويرفق بهم في السير والمنزل ويتفقدهم، ولايُعجِّل بعضهم عن بعض ويستوصي بالمسلمين في حسن الصحبة ولين القول( ).

وفي هذا العهد الذي ألزم به قوّاده يظهر حرص الصديق على إلزام أمرائه في حرب الردة بتعليمات أساسية مكتوبة موحدة نصت بوضوح لايحتمل اللبس على حظر القتال قبل الدعوة إلى الإسلام والإمساك عن قتال من يجيب والحرص على اصلاحهم وحظر مواصلة القتال بعد أن يقروا بالإسلام والتحول عند هذه النقطة من القتال إلى تعليمهم أصول الإسلام وتبصيرهم بما لهم من حقوق وماعليهم من واجبات وحظر المهادنة أو رد الجيش عن محاربة المرتدين مالم يفيئوا إلى أمر الله.

والتزم الجيش الإسلامي في التنفيذ بمبدأ الدعوة قبل القتال والإمساك عن القتال بمجرد إجابة الدعوة باعتبار أن الغاية الوحيدة هي عودة المرتدين إلى الذي خرجوا منه، وتلمساً لتحقيق أقصى درجة من التوافق في صفوف القوات الإسلامية التي نيط بها القضاء على ظاهرة الردة أمضى الصديق هذا العهد مع أمراء الجيوش الإسلامية، يطلب من الجيش أن يكون سلوكه ذاته خير دعوة للمهمة المسندة إليه، وأن يتطابق تماماً مع هدف واحد هو الدفاع عن الإسلام( ).




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق