إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 2 أبريل 2014

118 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة المبحث الأول : جيش أسـامة ثالثاً: أهم الدروس والعبر والفوائد من انفاذ الصديق جيش أسامة: 4- جعل الدعوة مقرونة بالعمل، ومكانة الشباب في خدمة الاسلام:


118

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة

المبحث الأول : جيش أسـامة

ثالثاً: أهم الدروس والعبر والفوائد من انفاذ الصديق جيش أسامة:

4- جعل الدعوة مقرونة بالعمل، ومكانة الشباب في خدمة الاسلام:


لما أصر أبوبكر ? على إبقاء أسامة بن زيد ? أميراً للجيش حرصاً منه على التمسك بما قرره رسول الله ? لم يقتصر على الإصرار على إمارته فحسب بل قدم اعترافاً عملياً بإمارته وقد تجلى ذلك في أمرين:

أ- مشى أبوبكر ? مع أسامة ?، وهو راكب وقد كان ابن عشرين سنة أو ثماني عشرة سنة، وكان الصديق ? قد تجاوز ستين سنة من عمره وأصر على المشي مع أسامة ?، كما أصر على بقاء أسامة ? راكباً لما طلب منه أسامة ? إما أن يركب هو، أو يأذن له بالنزول؛ فلم يوافق ? لا على هذا ولا على ذاك، وبهذا قدّم ? باستمراره في مشيه ذلك دعوة لجيش أسامة ? الى الاعتراف بإمارة أسامة ?، ورفع الحرج عنها من صدورهم، وكأن الصديق ? بمشيه ذلك يخاطب الجيش فيقول: انظروا أيها المسلمون أنا أبوبكر رغم كوني خليفة رسول الله ? أمشي مع أسامة وهو راكب إقراراً وتقديراً لإمارته حيث أمره رسولنا الكريم إمامنا الأعظم وقائدنا الأعلى صلوات ربي وسلامه عليه، فكيف تجرّأتم أنتم على الانتقاد على إمارته( ).

ب- كان أبوبكر الصديق يرغب في بقاء عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بالمدينة نظراً لحاجته إليه. لكنه لم يأمره بذلك، بل استأذن من أسامة ? في تركه إياه بالمدينة إن رأى هو ذلك مناسباً وبهذا قدّم الصديق ? صورة تطبيقية اخرى لاعترافه واحترامه لإمارة أسامة ?، وفيها بلا شك دعوة قوية للجيش الى الإقرار والانقياد لإمارته.

وهذا الذي اهتم به الصديق ? من جعل دعوته مقرونة بالعمل هو الذي أمر به الاسلام، ووبّخ الرب عز وجل أولئك الذين يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم( )، قال تعالى: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ} (سورة البقرة، الآية:44).

ومما يتجلى في هذه القصة كذلك منزلة الشباب العظيمة في خدمة الاسلام، فقد عين رسول الله ? الشاب أسامة بن زيد رضي الله عنهما أميراً على الجيش المعدّ لقتال الروم - القوة العظمة في زعم الناس في ذلك الوقت- وكان عمره آنذاك عشرين سنة، أو ثماني عشرة سنة، وأقره أبوبكر الصديق ? على منصبه رغم انتقاد الناس، وعاد الأمير الشاب بفضل الله تعالى من مهمته التي أسندت إليه غانماً ظافراً وفي هذا توجيه للشباب في معرفة مكانتهم في خدمة الاسلام، ولو نعيد النظر في تاريخ الدعوة الاسلامية في المرحلتي المكية والمدنية لوجدنا شواهد كثيرة تدل على ماقام به شباب الاسلام في خدمة القرآن والسنّة، وإدارة أمور الدولة، والمشاركة في الجهاد في سبيل الله والدعوة الى الله تعالى( ).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق