117
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الأول : جيش أسـامة
ثالثاً: أهم الدروس والعبر والفوائد من انفاذ الصديق جيش أسامة:
3- حدوث الخلاف بين المؤمنين ورده الى الكتاب والسنّة:
ومما نستفيد من هذه القصة أنه قد يحدث الخلاف بين المؤمنين الصادقين حول بعض الأمور، فقد اختلفت الآراء حول تنفيذ جيش أسامة ? في تلك الظروف الصعبة، وقد تعددت الأقوال حول إمارته ولم يجرهم الخلاف في الرأي الى التباغض والتشاجر، والتدابر، والتقاطع، والتقاتل، ولم يصر أحد على رأي بعد وضوح فساده وبطلانه( )، وعندما ردّ الصديق الخلاف الى ماثبت من أمر النبي ? ببعث أسامة وبين ? أنه ماكان ليفرّط فيما أمر به رسول ? مهما تغيرت الأحوال وتبدلت واستجاب بقية الصحابة لحكم النبي ? بعد ماوضحه لهم الصديق، كما أنه لاعبرة لرأي الأغلبية إذا كان مخالفاً للنص، فقد رأى عامة الصحابة حبس جيش أسامة وقالوا للصديق: إن العرب قد انتقصت عليك وإنك لاتضع بتفريق الناس شيئاً( )، فأولئك الناس لم يكونوا كعامة الناس بل كانوا من الصحابة الذين هم خير البشر وجدوا على الأرض بعد الأنبياء والرسل عليه السلام، لكن الصديق ? لم يستجب لهم مبيناً أن أمر رسول الله ? أجل وأكرم، وأوجب وألزم من رأيهم كلهم( )، وقد تجلت هذه الحقيقة في حادثة وفاة النبي ? حيث رأى عامة الصحابة رضي الله عنهم وفيهم عمر ? أن النبي ? لم يمت ورأى عدد قليل من الصحابة رضي الله عنهم أنه ? قد مات منهم أبوبكر ?، وقد رأينا أن أبابكر تمسك بالنص وبين خطأ من قال أن رسول الله? لم يمت( ).
قال الحافظ بن حجر: تعليقاً على رأي الأكثير حول وفاته ?: فيؤخذ منه أن الأقل عدداً في الاجتهاد قد يصيب ويخطئ الأكثرية، فلا يتعين الترجيح بالأكثر( )، فخلاصة الكلام أن مما نستفيده من قصة تنفيذ الصديق جيش أسامة رضي الله عنهما أن تأييد الكثرة لرأي ليس دليلاً على إصابته( )، ومما يستفاد من هذه القصة انقياد المؤمنين وخضوعهم للحق إذا اتضح لهم، فعندما ذكرهم الصديق أن النبي ? قد أمر بتنفيذ جيش امامة وهو الذي عين أسامة أميراً على الجيش، انقاد أولئك الأبرار للأمر النبوي الكريم( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق