106
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثاني:وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وسقيفة بني ساعدة وجيش أسامة
المبحث الثاني:البيعة العامة وإدارة الشؤون الداخلية
ثانياً: إدارة الشؤون الداخلية:
1-الصديق في المجتمع:
ب- نصحه لأمرأة نذرت أن لاتحدث أحداً:
كان أبو بكر t ينهى عن أعمال الجاهلية، والابتداع في الدين، ويدعو إلى إلى أعمال الإسلام، والتمسك بالسنّة([77])، فعن قيس بن أبي حازم: دخل أبو بكر على امرأة من أحمس([78])، يقال لها زينب، فرآها لاتتكلم. فقال أبو بكر: مالها لاتتكلم؟ قالوا: نوت حجه مصمتة([79]) فقال لها: تكلمي، فإن هذا لايحل،([80]) هذا من عمل الجاهلية. قال: فتكلمت، فقالت: من أنت؟ قال: أنا امرؤ من المهاجرين. قالت: أيُّ المهاجرين؟ قال: من قريش. قالت: من أيِّ قريش أنت؟ قال: إنك لسؤول، أنا أبو بكر. قالت: ياخليفة رسول الله: مابقاؤنا على هذا الأمر الصالح، الذي جاء الله به بعد الجاهلية؟ فقال: بقاؤكم عليه مااستقامت به أئمتكم.
قالت: وما الأئمة؟ قال: أما كان لقومك رؤوس وأشراف يأمرونهم فيطيعونهم؟
قالت: بلى قال: فهم أولئك على الناس([81]).
قال الخطابي رحمه الله: كان من نسك الجاهلية الصمت، فكان أحدهم يعتكف اليوم والليلة، ويصمت، فنهوا عن ذلك، وأمروا بالنطق بالخير، وقد استدل بقول أبي بكر هذا من قال بأن من حلف أن لايتكلم استحب له أن يتكلم، ولاكفارة عليه، لأن أبا بكر لم يأمرها بالكفارة، وقياسه أن من نذر أن لايتكلم لم ينعقد نذره، لأن أبا بكر أطلق أن ذلك لايحل، وأنه من فعل الجاهلية، وأن الإسلام هدم ذلك، ولايقول مثل هذا إلا عن علم من النبي e فيكون في حكم المرفوع([82]).
وقال ابن حجر: وأما الأحاديث الواردة في الصمت وفضله، فلايعارض لاختلاف المقاصد في ذلك، فالصمت المرغب فيه: ترك الكلام بالباطل، وكذا المباح إن جر إلى شيء من ذلك، والصمت المنهي عنه ترك الكلام في الحق لمن يستطيعه، وكذا المباح المستوي الطرفين، والله أعلم([83]).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق