إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 2 أبريل 2014

105 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الثاني:وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وسقيفة بني ساعدة وجيش أسامة المبحث الثاني:البيعة العامة وإدارة الشؤون الداخلية ثانياً: إدارة الشؤون الداخلية: 1-الصديق في المجتمع:


105

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الثاني:وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وسقيفة بني ساعدة وجيش أسامة

المبحث الثاني:البيعة العامة وإدارة الشؤون الداخلية

ثانياً: إدارة الشؤون الداخلية:

1-الصديق في المجتمع:

عاش الصديق t بين المسلمين كخليفة لرسول الله e، فكان لايترك فرصة تمر إلا علم الناس وأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، فكانت مواقفه تشع على من حوله من الرعية بالهدى والإيمان والأخلاق فمن هذه المواقف:

أ-حلبه للأغنام، والعجوز العمياء، وزيارة أم أيمن:

كان قبل الخلافة يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لايحلب لنا منايح (أغنام) دارنا فسمعها أبو بكر فقال: لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو ألا يغيرني مادخلت فيه عن خلق كنت عليه، فكان يحلب لهنَّ، وكنَّ إذا أتينه بأغنامهنّ يقول: أنضح أم ألبد؟ فإن قالت انضح باعد الإناء من الضرع حتى تشتد الرغوة، وإن قالت ألبد أدناه منه حتى لاتكون له رغوة، فمكث كذلك بالسُّنح ستة أشهر ثم نزل إلى المدينة([70]).

ففي هذا الخبر بيان شيء من أخلاق أبي بكر الصديق t، فهذا تواضع كبير من رجل كبير، كبير في سنه، وكبير في منزلته وجاهه، حيث كان خليفة المسلمين، وكان حريصاً على أن لاتغير الخلافة شيئاً من معاملته للناس وإن كان ذلك سيأخذ عليه وقتا هو بحاجة إليه، كما أن هذا العمل يدلنا على مقدار تقدير الصحابة رضي الله عنهم لأعمال البر والإحسان وإن كلفتهم الجهد والوقت([71]).

هذا أبو بكر t غلب بعزيمته الصادقة، وثباته العجيب الجزيرة العربية، وأخضعها لدين الله، ثم بعث بها فقاتلت تحت ألويته الدولتين الكبريين على وجه الأرض، وغلبت عليها. أبو بكر.. يحلب لجواري الحي أغنامهنّ، ويقول: أرجو أن لايغيرني مادخلت فيه. وليس الذي دخل فيه بالأمر الهين، بل هو خلافة رسول الله، وسيادة العرب، وقيادة الجيوش التي ذهبت لتقلع من الأرض الجبروت الفارسي، والعظمة الرومانية، وتنشئ مكانهما صرح العدل، والعلم والحضارة، ثم يرجو ألاّ يغيره هذا كله، ولايمنعه من حلب أغنام الحيِّ([72]).

إن من ثمار الإيمان بالله تعالى أخلاق حميدة منها خلق التواضع الذي تجسد في شخصية الصديق في هذا الموقف وفي غيره من المواقف وكان عندما يسقط خطام ناقته ينزل ليأخذه فيقال له: لو أمرتنا أن نناولكه، فيقول: أمرنا رسول الله e ألا نسأل الناس شيئاً([73])، لقد ترك لنا الصديق مثالاً حياً في فهم وتطبيق خلق التواضع المستمد من قوله تعالى: {فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} (سورة القصص، آية:40) ومن قوله e: (مانقصت صدقة من مال، ومازاد الله عبداً بعفو إلا عزا، وماتواضع أحد لله إلا رفعه الله)([74]). ولقد دفعه هذا الخلق إلى خدمة المسلمين وبخاصة أهل الحاجة منهم والضعفاء فعن أبي صالح الغفاري أن عمر بن الخطاب كان يتعهد عجوزاً كبيرة عمياء في بعض حواشي المدينة من الليل، فيسقي لها، ويقوم بأمرها فكان إذا جاءها وجد غيره قد سبقه إليها فأصلح ماأرادت، فجاءها غير مرة كيلا يسبق إليها –فرصده عمر، فإذا هو أبو بكر الذي يأتيها وهو يومئذ خليفة([75])، وعن أنس بن مالك t: قال أبو بكر t بعد وفاة رسول الله e لعمر: انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله e يزورها، فلما انتهينا إليها بكت، فقالا مايبكيك؟ ماعند الله خير لرسول الله e، فقالت: ما أبكي أن أكون أعلم أن ماعند الله خير لرسول الله e، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء. فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان معها([76]).



يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق