إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 2 أبريل 2014

149 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين ثانياً: القضاء على فتنة الأسود العنسي وطليحة الأسدي، ومقتل مالك بن نويرة: 2-القضاء على فتنة طليحة الأسدي:


149

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة

المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين

ثانياً: القضاء على فتنة الأسود العنسي وطليحة الأسدي، ومقتل مالك بن نويرة:

2-القضاء على فتنة طليحة الأسدي:

د-دروس وعبر وفوائد:

• نصح عدي بن حاتم لقومه والحرب النفسية التي شنها عليهم:

قدم عدي على قومه طئ، فدعاهم للرجوع للإسلام فقالوا: لانبايع أبا الفصيل أبداً( ) فقال: لقد أتاكم قوم ليُبيحُنّ حريمكم، ولتكنُّنه بالفحل الأكبر، فشأنكم به فقالوا له: فاستقبل الجيش فنهنهه( ) عنّا حتى نستخرج من لحق بالبُزاخة منّا، فإنا إن خالفنا طليحة وهم في يديه قتلهم أو ارتهنهم. فاستقبل عديُّ خالداً وهو بالسُّنح، فقال: ياخالد، أمسك عني ثلاثاً يجتمع لك خمسمائة مقاتل تضرب بهم عدوك، وذلك خير من أن تُعْجلهم إلى النار وتتشاغل بهم ففعل، فعاد عدي بإسلامهم إلى خالد( )، فهذا موقف استطاع فيه عدي أن يقنع قبيلته بفرعيها بني الغوث وبني جديلة بالتخلي عن معكسر طليحة والانضمام إلى جيش خالد بن الوليد، وهذا تحوُّل مهم في تقرير نتائج معركة بزاخة الحاسمة، فهذا موقف عظيم يسجل لعدي ? إلى جانب موقفه الأول حينما قدم على الصديق بصدقات قومه، وكان المسلمون بأمس الحاجة إلى المال آنذاك، ولقد كان إسلامه من أول يوم إسلام رجل العلم والفهم فكان عن قناعة واختيار، وكان واثقاً من انتصار الإسلام والمسلمين في النهاية كما بشره بذلك النبي ? يوم إسلامه، فكان لإيمانه القوي أثر في إقناع قومه في العدول عما توجهوا إليه من مناصرة أعداء الإسلام ولم تكن قناعتهم إلى حد الحياد والانتظار حتى يروا لمن تكون الدائرة، بل انضم منهم ألف وخمسمائة إلى جيش المسلمين مما يدل على مبلغ أثره فيهم( )، وجاء في رواية: أن قومه طلبوا من خالد بأن يقاتلوا قيساً لأن بني أسد حلفاؤهم، فقال لهم خالد: والله ماقيس بأوهن الشوكتين اصمدوا إلى أي القبيلتين أحببتم، فقال عدي: لو ترك هذا الدين أسرتي الأدنى فالأدنى من قومي لجاهدتهم عليه، فأنا امتنع من جهاد بني أسد لحلفهم! لالعمر الله لاأفعل فقال له خالد: إن جهاد الفريقين جميعاً جهاد لاتخالف رأي أصحابك، امضي إلى أحد الفريقين، وامضي بهم إلى القوم الذين هم لقتالهم أنشط( )، وفي انكار عدي على قومه دليل على قوة إيمانه وغزارة علمه حيث والى أولياء الله وإن كانوا بعيدين عنه في النسب وتبرأ من أعداء الله وإن كانوا من أقاربه( )، كما تظهر خبرة خالد بن الوليد الحربية حينما أمر عديا بأن لايخالف قومه في تمنعهم من مواجهة حلفائهم بني أسد وأن يوجههم إلى الوجه الجهادي الذي يكونون فيه أنشط على القتال( ) لقد كان الدور الذي قام به عدي في دعوة قبيلته إلى الانضمام إلى جيش المسلمين عظيماً، فكان دخول طئ في جيش خالد أول وهن اصيب به الأعداء، لأن قبيلة طئ من اقوى قبائل جزيرة العرب، وممن كانت القبائل تحسب لها حسابا، وتنظر إليها باعتبارها على درجة من القوة بحيث كانت مرهوبة الجانب، عزيزة في بلادها، تتقرب اليها جاراتها بالتحالف معها، لقد التقى الجمعان بعد ان دب الوهن في نفوس الأعداء فكتب الله النصر لجيش المسلمين فسرعان ماطفقوا يقتلون ويأسرون حتى ابادوا جميع أعدائهم وهرب قائدهم طليحة على فرسه، ولم يسلم منهم إلا من استسلم أو هرب، وبعد هذه الوقعة انتشر الضعف في نفوس المرتدين من قبائل الجزيرة، فاصبح الجيش الإسلامي لايجد عناءاً في هزيمة من تجمع منهم في أماكن أخرى( ).




يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق