135
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين
ثانياً: القضاء على فتنة الأسود العنسي وطليحة الأسدي، ومقتل مالك بن نويرة:
1-القضاء على الأسود العنسي وردة اليمن الثانية:
كان الصديق في نهجه هذا يستهدف أمرين متلازمين:
• أنه جعله خطة حربية حيث كان جيش أسامة بن زيد قد خرج الى الشام، وكان الخليفة ينتظر عودته حتى يتسنى له مواجهة أعنف موجات الردة في اليمامة والبحرين وعمان وتميم، وهي أشد وأعنف من موجات الردة في اليمن التي اكتفى بمعالجة بعضها بالرسائل والرسل.
• وأما الهدف الآخر فهو إعطاء الفرصة لمن ثبت على الاسلام لكي يبرهن على صدق إسلامه، ولكي يزداد ثباتاً واستمساكاً بدينه مادام هو صاحب المسؤولية والمتحمل لأمانة إقرار الإسلام فيمن حوله، خاصة أن من راسلهم أبوبكر كانوا هم الذين راسلهم رسول الله ? من قبل، وقد ثبتوا وقاموا بما طُلب منهم( )، وقام فيروز بالاتصال ببعض القبائل يستمدهم ويستنصرهم وعلى رأس هؤلاء (بنو عقيل بن ربيعة بن عامر بن صعصعة) ثم أرسل الى قبيلة (عك) للغرض نفسه، وكان أبوبكر قد أرسل الى الطاهر بن أبي هالة( )، والى مسروق العكي -وكانا بين عك والأشعريين- أن يمدا الأبناء بالمعونة، فخرج كل من جهته وعملوا جميعاً للحيلولة دون تنفيذ مخطط قيس وهو طرد الأبناء وإخراجهم من اليمن، فانقذوهم ثم تكتلوا وتوجهوا نحو صنعاء جميعاً، فاصطدموا به حتى اضطر الى ترك صنعاء، وعاد الى ماكان عليه أصحاب الأسود العنسي وهو التذبذب بين نجران وصنعاء ولحج إلا أنه انضم الى عمرو بن معد يكرب الزبيد، وبهذا عادت صنعاء للمرة الثانية الى الهدوء والاستقرار عن طريق الرسل والكتب( ).
ج- واستمر الصديق يتابع سياسة الإحباط من الداخل وهي مايعبر عنها المؤرخون بقولهم: (ركوب من ارتد بمن لم يرتد وثبت على الاسلام)( ).
ففي ردة (تهامة اليمن) تم القضاء عليها بدون مجهود يذكر من قبل الخليفة، فقد تولاها المسلمون من أبناء تهامة مثل (مسروق) العكي الذي قاتل المرتدين بقومه من عك، وكان على رأس من قضاء على ردة تهامة (الطاهر بن أبي هالة) الذي كان والياً للرسول ? على جزء من تهامة وهي موطن (عك والأشعريين)( )، ثم أمر أبوبكر (عكاشة بن ثور) أن يقيم في (تهامة) ليجمع حوله أهلها حتى يأتيه أمره( )، وأما بجيلة فإن أبابكر رد جرير بن عبدالله( )، وأمره أن يستنفر من قومه من ثبت على الاسلام ويقاتل بهم من ارتد عن الاسلام وأن يأتي خشعم فيقاتل من ارتد منهم، فخرج جرير وفعل ماأمره به الصديق ?، فلم يقم له أحد إلا نفر يسير، فقتلهم وتتبعهم( ).
وكان بعض (بني الحارث بن كعب) بنجران قد تابعوا الأسود العنسي وبعد وفاة رسول الله ? بقوا مترددين فخرج أليه (مسروق العكي) وهو يزمع مقاتلتهم فدعاهم الى الاسلام فأسلموا من غير قتال، فأقام فيهم ليعمل على استتباب الأمور فلم يأته (المهاجر بن أبي أمية) إلا وقد ضبط نجران( ).
وقد نجحت سياسة الاحباط من الداخل وتوّجه الصديق بإرسال الجيوش بعد عودة جيش أسامة.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق