129
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الثالث : الهجوم الشامل على المرتدين
أولاً: المواجهة الرسمية من الدولة:
1-وسيلة الإحباط من الداخل:
كان رسول الله ? قد استعمل هذه الوسيلة فقام بمراسلة وبعث الرسل إلى قبائل المتنبئين لتجميع الثابتين على الإسلام، وليشكل بهم جماعة تحارب الردة، وسار الصديق ? على نفس المنهج، وحاول أن يحجم ويقضي على مايمكن القضاء عليه من بؤر المرتدين،وقام بالتوعية ضدها والتخذيل منها وتنفير الناس عنها، واستطاع أن يتصل بالثابتين على الإسلام وجعل منهم رصيداً للجيوش المنظمة، فقد كان يعد الأمة لمواجهة منظمة مع المرتدين بعد عودة جيش أسامة، فقد راسل الصديق زعماء الردة والثابتين على الإسلام ليحقق بعض الأهداف، ككسب الوقت حتى يرجع جيش أسامة، فكتب إلى من كتب إليهم رسول الله باليمن وغيرها( )، ليبذلوا جهدهم لدعوة الثابتين إلى الإسلام، وطلب من الثابتين التجمع في مناطق حددها لهم حتى يأتيهم أمره، وكان هذا الترتيب بداية للخطة العسكرية القادمة( )، وقد حالف التوفيق بعض الثابتين بالوصول إلى المدينة ومعهم صدقاتهم مثل عدي بن حاتم الطائي، والزبرقان بن بدر التميمي( )، وتمكن الثابتون من إفشال حركة قيس بن مكشوح المرادي، وبعض التجمعات القبلية في تهامة وبلاد السراة ونجران وقد حققت هذه الوسيلة بعض النتائج منها:
أ-نجحت خطة الصديق في تحقيق حملات التوعية والدعاية والتعضيد للمسلمين، والتخذيل لقوى المرتدين، تمهيداً لاتخاذ الوسيلة الأخرى حينما تتوفر لها الإمكانات: وهي أداة الجيوش المنظمة.
ب-أنها حققت أغراضها من حيث التربية وإعداد الثابتين على الإسلام ليكونوا قواداً في حركة الفتوح الإسلامية فيما بعد، كعدي بن حاتم الطائي أحد قواد فتوح العراق.
جـ-تكوين قوى مسلمة مرابطة في بعض المراكز التي حددها لهم الصديق لتنظم بعد ذلك إلى الجيوش القادمة.
د-القضاء على بعض مناطق الردة ولو بمحدودية ضيقة مثل ماحصل في جنوب الجزيرة العربية.
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق