إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 2 أبريل 2014

112 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الثاني:وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وسقيفة بني ساعدة وجيش أسامة فتوحات الصديق واستخلافه لعمر رضي الله عنهم ووفاته


112

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الثاني:وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وسقيفة بني ساعدة وجيش أسامة

فتوحات الصديق واستخلافه لعمر رضي الله عنهم ووفاته

إن غاية وجود الأمة المسلمة في هذه الدنيا هي توحيد الله، وتحقيق عبوديته الشاملة في هذه الحياة كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} (سورة الذاريات، آية:56). فإذا كان خلق الجن والإنس الغاية منه عبادة الله وحده سبحانه وتعالى، كان لزاماً على الأمة المسلمة أن تسعى لتحقيق هذه الغاية وتحمل هذه الأمانة وأعباء تبليغها للناس أجمعين، بالدعوة إلى الله، وتعليم الناس وتربيتهم على منهج الله، والعمل على إزالة كل العقبات، التي تقف في وجه أداء هذه الأمانة إلى الناس أجمعين، وبذلك يتحقق بسط سيادة الشرع الحكيم على كل بني البشر، ويصبح الجميع يدينون بحاكمية الله سبحانه المطلقة المتمثلة في خضوع الجميع لشرع الله تعالى([1])، ولذلك شرع الله تعالى الجهاد لإزالة الحواجز والعقبات المانعة من سماع دين الفطرة التي فطر الناس عليها، قال ابن تيمية: (وإذا كان أصل القتال المشروع هو الجهاد بقصد أن يكون الدين كله لله، وأن تكون كلمة الله هي العليا، فمن منع قوتل باتفاق المسلمين([2])، وقد قام e بتبليغ واجب الدعوة إلى الله، فأرسل الكتب والرسل إلى القادة والملوك والزعماء وبعث السرايا والجيوش لإزالة الحواجز البشرية، والأعراف الجاهلية، والموانع النفسية، والعوائق المادية المانعة من سماع الإسلام وتفهمه، بل قاد e بذاته بعض البعوث والغزوات، والتي كان آخرها غزوة تبوك سنة 9هـ، والناس في كل هذه المعارك والغزوات مخيرون بين ثلاثة: إما أن يدخلوا في الإسلام ويكونوا للمسلمين إخواناً، وإما أن يختاروا البقاء على كفرهم ويدفعوا الجزية، وإما أن يرفضوا هذا وذاك فيكون السيف فاصل بيننا وبينهم([3])، وسار الصديق t على هذا المنهج وشرع إرسال الجيوش لتحقيق بشائر الرسول e بفتح كثير من الممالك والبلاد كفتح العراق وغيرها من البلاد، فقد قال e لعدي بن حاتم: فوالذي نفسي بيده ليتمن الله هذا الأمر، حتى تخرج الظعينة من الحيرة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز([4]) وقد وضع رسول الله e الخطوط العريضة لتلك الفتوحات وأضافت تلك المبشرات رصيداً مادياً ومعنوياً، وحسياً للأمة وقد حاول المستشرقون وأذنابهم وأعداء الإسلام، أن يجردوا الفتوحات الإسلامية من دوافعها الدعوية، وأهدافها الربانية، ومقاصدها السامية وألصقوا بحركة الفتوحات تهم باطلة لاتقوم أمام الدليل والبرهان والحجة.

إن الهدف الرفيع والمقصد السامي لحركة الفتوحات التي قادها الصديق t كان غرضها نشر دين الله تعالى بين الناس، وإزاحة الطواغيت من على رقاب الناس، وكان الصديق والمسلمون معه على يقين بما أخبر الله ورسوله من النصر والتمكين، وهذا اليقين من أخلاق جيل النصر فقد كانوا على يقين بقوله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(سورة الصف، آية:9) وبقوله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ}(سورة غافر، آية: 51) ولنترك الأحداث في حركة الفتوحات تخبرنا عن الحقائق وتوضح الطريق لأبناء الأمة الصادقين.


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


--------------------------------------------------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق