317
تاريخ الخلفاء الراشدين (4)سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ? شخصيته وعصره دراسة شاملة
الفصل الرابع : المؤسسة المالية والقضائية في عهدأمير المؤمنين على بن أبي طالب وبعض اجتهادا ته الفقهية
المبحث الثالث :من فقه أمير المؤمنين على بن أبي طالب
أولاً: في العبادات:
بعض الأحكام ألحقت بالعبادات:
14- عدة الحامل المتوفى عنها زوجها:
إذا كانت المرأة حاملاً وتوفى زوجها فوضعت قبل أن تنقضى عدتها فعند علىًّ أنها تعتد أبعد الأجلين، أي عدة الحمل، إذا لم تضع قبل عدة المتوفى عنها زوجها، فإن وضعت قبل ذلك تعتد أربعة أشهر وعشرًا، نقل ذلك عن ابن رشد وغيره( ), وعن عبد الرحمن بن معقل قال: شهدت عليًا سأله رجل عن امرأة توفى عنها زوجها وهي حامل قال: تتربص أبعد الأجلين( ), وعن الشعبي كان يقول: أجل كل حامل آخر الأجلين( ), وقد جمع أمير المؤمنين على رضي الله عنه بين قول الله تعالى: +أُولاَتُ الأحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ" [الطلاق:4]، وقوله تعالى: + وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا" [البقرة:234]، إذ بينهما عموم وخصوص فلا يترجح العمل بأحدهما دون الآخر، فيعمل بالاثنين للخروج من الظن إلى اليقين والتخلص من التعارض( ).
والراجح أن عدتها وضع الحمل في كلتا الحالتين، فقد صح عن عبد الله بن عتبة أن سبيعة بنت الحارث أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة، وكان ممن شهد بدرًا، فتوفى عنها في حجة الوداع وهي حامل، فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته، فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك، فقال لها: مالي أراك متجملة؟ لعلك ترجين النكاح؟ إنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر. قالت سبيعة: فلما قال لي ذلك جمعت علىّ ثيابي حين أمسيت فأتيت رسول الله × فسألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزوج إن بدا لي( ).
وهذا قول جمهور علماء المسلمين. وقيل: حصل الإجماع على ذلك بعد سماع هذا الحديث( ), وقال الشعبي: ما أصدق أن على بن أبي طالب كان يقول عدة المتوفى عنها زوجها آخر الأجلين( )، ولعل عليًا قال بذلك لعدم بلوغه حديث سبيعة وإلا فلا يخالف على الصحيح الثابت عن النبي ×( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق