181
عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره
الفصل الثالث: جيش أسامة وجهاد الصديق لأهل الردة
المبحث الخامس : أهم الدروس والعبر والفوائد من حروب الردة
أولاً: أولاً تحقيق شروط التمكين وأسبابه وآثار شرع الله، وصفات المجاهدين:
4-صفات جيل التمكين:
أ-{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}:
مذهب السلف في المحبة المسندة له سبحانه وتعالى، أنها ثابتة له تعالى بلا كيف ولاتأويل، ولا مشاركة للمخلوق في شيء من خصائصها( ). لقد أحب المولى عزوجل ذلك الجيل لما بذلوه من أجل دينهم وبما تطوعوا به بما لم يفرض عليهم فرضاً، تقرباً إلى الله وحبا لرسوله، واتخاذهم المندوبات والمستحبات كأنها فروض واجبة التنفيذ( )، ولقد اتصف هذا الجيل بصفات الإحسان والتقوى والصبر التي ذكر المولى عزوجل بأنه يحبها قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (سورة آل عمران، آية:134) وقال تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (سورة آل عمران، آية:76) ولقد أحب الصحابة المولى عزوجل حباً عظيماً فقدموا محابه على كل شيء وبغضوا ما أبغضه، ووالوا ماوالاه وعادوا من عاداه واتبعوا رسوله، واقتفوا أثره، لقد أحب الصحابة ربهم، وخالقهم، ورازقهم، لأن النفوس مجبولة على حب من أحسن إليها وأي إحسان كإحسان من خلق فقدر، وشرع فيسر، وجعل الإنسان في أحسن تقويم، ووعد من أطاعه بجنة الخلد التي فيها مالاعين رأت ولا أذن سمعت، ولاخطر على قلب بشر، لهذا كله ولأكثر منه، أحب ذلك الجيل ربهم حبا لامثيل له، فقدموا أنفسهم وأهليهم وأموالهم في سبيل الله، بلا تردد أو منة، بل اعتبروا ذلك تفضل من الله عليهم، أن فتح لهم باب الجهاد والاستشهاد في سبيله ويسر لهم أسبابه، فقاموا بذلك الواجب خير قيام( ).
يتبع
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق