2260
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر
علي بن محمد بن سهل
أبو الحسن الصائغ، أحد الزهاد العباد أصحاب الكرامات.
روى عن ممشاد الدينوري: أنه شاهد أبا الحسن هذا يصلي في الصحراء في شدة الحر، ونسر قد نشر عليه جناحيه يظله من الحر.
قال ابن الأثير: وفيها توفي أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري المتكلم المشهور، وكان مولده سنة ستين ومائتين، وهو من ولد أبي موسى الأشعري.
قلت: الصحيح أن الأشعري توفي سنة أربع وعشرين ومائتين كما تقدم ذكره هناك.
قال: وفيها توفي محمد بن يوسف بن النضر الهروي الفقيه الشافعي، وكان مولده سنة تسع وعشرين ومائتين، أخذ عن الربيع بن سليمان صاحب الشافعي.
قلت: وقد توفي فيها أبو حامد بن بلال.
وزكريا بن أحمد البلخي.
وعبد الغافر بن سلامة الحافظ.
ومحمد بن رائق الأمير ببغداد.
وفيها توفي الشيخ:
أبو صالح مفلح الحنبلي
واقف مسجد أبي صالح ظاهر باب شرقي من دمشق، وكانت له كرامات وأحوال ومقامات، واسمه مفلح بن عبد الله أبو صالح المتعبد، الذي ينسب إليه المسجد خارج باب شرقي من دمشق، صحب الشيخ أبا بكر بن سعيد حمدونه الدمشقي، وتأدب به، وروى عنه الموحد بن إسحاق بن البري، وأبو الحسن علي بن العجة قيّم المسجد، وأبو بكر بن داود الدينوري الدقي.
روى الحافظ ابن عساكر من طريق الدقي عن الشيخ أبي صالح.
قال: كنت أطوف بجبل لكام أطلب العباد، فمررت برجل وهو جالس على صخرة مطرق رأسه فقلت له: ما تصنع ههنا؟
فقال: أنظر وأرعى.
فقلت له: لا أرى بين يديك شيئاً تنظر إليه ولا ترعاه إلا هذه العصاة والحجارة.
فقال: بل أنظر خواطر قلبي وأرعى أوامر ربي، وبالذي أطلعك علي إلا صرفت بصرك عني.
فقلت له: نعم، ولكن عظني بشيء أنتفع به حتى أمضي عنك. (ج/ص: 11/ 232)
فقال: من لزم الباب أثبت في الخدم، ومن أكثر ذكر الموت أكثر الندم، ومن استغنى بالله أمن العدم.
ثم تركني ومضى.
وقال أبو صالح: مكثت ستة أيام أو سبعة لم آكل ولم أشرب، ولحقني عطش عظيم، فجئت إلى النهر الذي وراء المسجد فجلست أنظر إلى الماء، فتذكرت قوله تعالى: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} [هود: 7].
فذهب عني العطش فمكثت تمام العشرة أيام.
وقال: مكثت أربعين يوماً لم أشرب، ثم شربت، وأخذ رجل فضلتي ثم ذهب إلى امرأته فقال: اشربي فضل رجل قد مكث أربعين يوماً لم يشرب الماء.
قال أبو صالح: ولم يكن اطلع على ذلك أحد إلا الله عز وجل.
ومن كلام أبي صالح: الدنيا حرام على القلوب حلال على النفوس، لأن كل شيء يحل لك أن تنظر بعين رأسك إليه يحرم عليك أن تنظر بعين قلبك إليه.
وكان يقول: البدن لباس القلب والقلب لباس الفؤاد، والفؤاد لباس الضمير، والضمير لباس السر، والسر لباس المعرفة به.
ولأبي صالح مناقب كثيرة رحمه الله، توفي في جمادى الأولى من هذه السنة، والله سبحانه أعلم.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق