إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 25 أبريل 2015

2436 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر قسّام التراب يملك دمشق


2436

البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر

قسّام التراب يملك دمشق

لما ذهب الفتكين إلى ديار مصر، نهض رجل من أهل دمشق يقال له‏:‏ قسام التراب، كان الفتكين يقربه ويدنيه ويأمنه على أسراره، فاستحوذ على دمشق وطاوعه أهلها وقصدته عساكر العزيز من مصر فحاصروه فلم يتمكنوا منه، وجاء أبو تغلب بن ناصر الدولة بن حمدان فحاصره فلم يقدر أن يدخل دمشق، فانصرف عنه خائباً إلى طبرية، فوقع بينه وبين بني عقيل وغيرهم من العرب حروب طويلة، آل الحال إلى أن قتل أبو تغلب، وكانت معه أخته وجميلة امرأته وهي بنت سيف الدولة، فردتا إلى سعد الدولة بن سيف الدولة بحلب، فأخذ أخته وبعث بجميلة إلى بغداد فحبست في دار وأخذ منها أموال جزيلة‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 11/ 332‏)‏

وأما قسام التراب هذا - وهو من بني الحارث بن كعب من اليمن - فإنه أقام بالشام فسد خللها وقام بمصالحها مدة سنين عديدة، وكان مجلسه بالجامع يجتمع الناس إليه فيأمرهم وينهاهم فيمتثلون ما يأمر به‏.‏

قال ابن عساكر‏:‏ أصله من قرية تلفيتا، وكان تراباً‏.‏

قلت‏:‏ والعامة يسمونه قسيم الزبال، وإنما هو قسام، ولم يكن زبالاً بل تراباً من قرية تلفيتا بالقرب من قرية منين، وكان بدو أمره أنه انتمى إلى رجل من أحداث أهل دمشق يقال له‏:‏ أحمد بن المسطان، فكان من حزبه ثم استحوذ على الأمور وغلب على الولاة والأمراء، إلى أن قدم بلكتكين التركي من مصر في يوم الخميس السابع عشر من المحرم سنة ست وسبعين وثلاثمائة، فأخذها منه واختفى قسام التراب مدة ثم ظهر فأخذه أسيراً وأرسله مقيداً إلى الديار المصرية، فأطلق وأحسن إليه وأقام بها مكرماً‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق