إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

السبت، 25 أبريل 2015

2408 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر المعز الفاطمي ينتزع دمشق من القرامطة



2408


البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر

 المعز الفاطمي ينتزع دمشق من القرامطة

لما انهزم القرمطي بعث المعز سرية، وأمر عليهم ظالم بن موهوب العقيلي، فجاؤوا إلى دمشق فتسلمها من القرامطة بعد حصار شديد، واعتقل متوليها أبا الهيجاء القرمطي وابنه، واعتقل رجلاً يقال له‏:‏ أبو بكر من أهل نابلس، كان يتكلم في الفاطميين ويقول‏:‏ لو كان معي عشرة أسهم لرميت الروم بواحد و رميت الفاطميين بتسعة‏.‏

فأمر به فسلخ بين يدي المعز وحشي جلده تبناً، وصلب بعد ذلك‏.‏

ولما تفرغ أبو محمود القائد من قتال القرامطة، أقبل نحو دمشق فخرج إليه ظالم بن موهوب، فتلقاه إلى ظاهر البلد وأكرمه، وأنزله ظاهر دمشق، فأفسد أصحابه في الغوطة ونهبوا الفلاحين، وقطعوا الطرقات، فتحول أهل الغوطة إلى البلد من كثرة النهب، وجيء بجماعة من القتلى فألقوا فكثر الضجيج، وغلقت الأسواق، واجتمعت العامة للقتال، والتقوا مع المغاربة، فقتل من الفريقين جماعة، وانهزمت العامة غير مرة‏.‏

وأحرقت المغاربة ناحية باب الفراديس، فاحترق شيءٌ كثير من الأموال والدور، وطال القتال بينهم إلى سنة أربع وستين وأحرقت البلد مرة أخرى بعد عزل ظالم بن موهوب، وتولية جيش بن صمصامة بن أخت أبي محمود قبحه الله‏.‏

وقطعت القنوات وسائر المياه عن البلد، ومات كثيرٌ من الفقراء في الطرقات من الجوع والعطش، ولم يزل الحال كذلك حتى ولي عليهم الطواشي ريان الخادم من جهة المعز الفاطمي، فسكنت النفوس ولله الحمد‏.‏

ولما قويت الأتراك ببغداد، تحير بختيار بن معز الدولة في أمره وهو مقيم بالأهواز لا يستطيع الدخول إلى بغداد، فأرسل إلى عمه ركن الدولة يستنجده، فأرسل إليه بعسكر مع وزيره أبي الفتح ابن العميد، وأرسل إلى ابن عمه عضد الدولة ابن ركن الدولة، فأبطأ عليه، وأرسل إلى عمران بن شاهين فلم يجبه، وأرسل إلى أبي تغلب ابن حمدان فأظهر نصره، وإنما يريد في الباطن أخذ بغداد، وخرجت الأتراك من بغداد في جحفل عظيم ومعهم الخليفة المطيع وأبوه‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق