2375
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر
وفيها توفي:
سيف الدولة
أحد الأمراء الشجعان، والملوك الكثيري الإحسان، على ما كان فيه من تشيع، وقد ملك دمشق في بعض السنين، واتفق له أشياء غريبة منها أن خطيبه كان مصنف الخطب النباتية أحد الفصحاء البلغاء.
ومنها: أن شاعره كان المتنبي، ومنها أن مطربه كان أبو نصر الفارابي.
وكان سيف الدولة كريماً جواداً معطياً للجزيل.
ومن شعره في أخيه ناصر الدولة صاحب الموصل:
رضيت لك العليا، وقد كنت أهلها * وقلت لهم: بيني وبين أخي فرق
وما كان لي عنها نكول، وإنما * تجاوزت عن حقي فتم لك السبق
أما كنت ترضى أن أكون مصلياً * إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق
وله: (ج/ص: 11/ 299)
قد جرى في دمعه دمه * قال لي كم أنت تظلمه
رد عنه الطرف منك * فقد جرحته منك أسهمه
كيف تستطيع التجلد * خطرات الوهم تؤلمه
وكان سبب موته الفالج، وقيل: عسر البول.
توفي بحلب وحمل تابوته إلى ميافارقين فدفن بها، وعمره ثلاث وخمسون سنة، ثم أقام في ملك حلب بعده ولده سعد الدولة أبو المعالي الشريف، ثم تغلب عليه مولى أبيه قرعويه فأخرجه من حلب إلى أمه بميافارقين، ثم عاد إليها كما سيأتي.
وذكر ابن خلكان أشياء كثيرة مما قاله سيف الدولة، وقيل فيه، قال: ولم يجتمع بباب أحد من الملوك بعد الخلفاء ما اجتمع ببابه من الشعراء، وقد أجاز لجماعة منهم، وقال: إنه ولد سنة ثلاث، وقيل: إحدى وثلاثمائة وأنه ملك حلب بعد الثلاثين والثلاثمائة، وقبل ذلك ملك واسطاً ونواحيها، ثم تقلبت به الأحوال حتى ملك حلب.
انتزعها من يد أحمد بن سعيد الكلابي صاحب الأخشيد، وقد قال يوماً: أيكم يجيز قولي وما أظن أحداً منكم يجيز ذلك: لك جسمي تعله فدمي لم تحله؟
فقال أبو فراس أخوه بديهة: إن كنت مالكاً الأمر كله.
وقد كان هؤلاء الملوك رفضة وهذا من أقبح القول.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق