2344
البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء الحادي عشر
محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة
ابن يزيد بن عبد الملك أبو بكر الأدمي، صاحب الألحان، كان حسن الصوت بتلاوة القرآن وربما سمع صوته من بعد في الليل، وحج مرة مع أبي القاسم البغوي، فلما كانوا بالمدينة دخلوا المسجد النبوي فوجدوا شيخاً أعمى يقص على الناس أخباراً موضوعة مكذوبة، فقال البغوي: ينبغي الإنكار عليه.
فقال له بعض أصحابه: إنك لست ببغداد يعرفك الناس إذا أنكرت عليه، ومن يعرفك هنا قليل والجمع كثير، ولكن نرى أن تأمر أبا بكر الأدمي فيقرأ، فأمره فاستفتح فقرأ فلم يتم الاستعاذة حتى انجفل الناس عن ذلك الأعمى وتركوه، وجاؤوا إلى أبي بكر ولم يبق عند الضرير أحد، فأخذ الأعمى بيد قائده وقال له: اذهب بنا فهكذا تزول النعم.
توفي في الأربعاء لليلتين بقيتا من ربيع الأول من هذه السنة، عن ثمان وثمانين سنة، وقد رآه بعضهم في المنام فقال له: ما فعل الله بك؟
قال: وقفني بين يديه وقاسيت شدائد وأهوالاً.
فقلت له: فتلك القراءة الحسنة وذلك الصوت الحسن وتلك المواقف؟
فقال: ما كان شيء أضر علي من ذلك، لأنها كانت للدنيا.
فقلت: إلى أي شيء انتهى أمرك؟
فقال: قال الله عز وجل: آليت على نفسي أن لا أعذب أبناء الثمانين.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق