إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 1 أبريل 2015

1490 البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء التاسع وممن توفي في هذه السنة من الأعيان خالد بن يزيد


1490

البداية والنهاية ( ابن كثير ) الجزء التاسع

 وممن توفي في هذه السنة من الأعيان

 خالد بن يزيد


بن معاوية ابن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية، كان أعلم قريش بفنون العلم، وله يد طولى في الطب، وكلام كثير في الكيمياء، وكان قد استفاد ذلك من راهب اسمه مريانش، وكان خالد فصيحاً بليغاً شاعراً منطقياً كأبيه، دخل يوماً على عبد الملك بن مروان بحضرة الحكم بن أبي العاص، فشكى إليه أن ابنه الوليد يحتقر أخاه عبد الله بن يزيد، فقال عبد الملك‏:‏ ‏{‏إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ‏}‏ ‏[‏النمل‏:‏ 34‏]‏‏.‏

فقال له خالد‏:‏ ‏{‏وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 16‏]‏‏.‏

فقال عبد الملك‏:‏ والله لقد دخل علي أخوك عبد الله فإذا هو لا يقيم اللحن، فقال خالد‏:‏ والوليد لا يقيم اللحن، فقال عبد الملك‏:‏ إن أخاه سليمان لا يلحن، فقال خالد‏:‏ وأنا أخو عبد الله لا ألحن، فقال الوليد -وكان حاضراً - لخالد بن يزيد‏:‏ اسكت فوالله ما تعد في العير ولا في النفير‏.‏

فقال خالد‏:‏ اسمع يا أمير المؤمنين ‏!‏ ثم أقبل خالد على الوليد‏.‏

فقال‏:‏ ويحك وما هو العير والنفير غير جدي أبي سفيان صاحب العير، وجدي عتبة بن ربيعة صاحب النفير، ولكن لو قلت غنيمات وجبيلات والطائف، ورحم الله عثمان، لقلنا صدقت - يعني أن الحكم كان منفياً بالطائف يرعى غنماً ويأوي إلى جبلة الكرم حتى آواه عثمان بن عفان حين ولي - فسكت الوليد وأبوه ولم يحيرا جواباً، والله سبحانه أعلم‏.‏



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق