إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 28 مارس 2014

698 السيرة النبوية:عرض وقائع وتحليل أحداث ج 2 الفصل الرابع عشر: أهم الأحداث ما بين الحديبية وفتح مكة المبحث الخامس :ســــــرية ذات السلاســــل 3- حرص عمرو بن العاص على سلامة قواته:


698

السيرة النبوية:عرض وقائع وتحليل أحداث ج 2

الفصل الرابع عشر: أهم الأحداث ما بين الحديبية وفتح مكة

المبحث الخامس :ســــــرية ذات السلاســــل

3- حرص عمرو بن العاص على سلامة قواته:


ظهرت عبقرية عمرو العسكرية في ذات السلاسل في حرصه على وحدة الصف، وفي حرصه على سلامة قوته ويتجلى ذلك في عدة صور منها:

أ- أنه كان يسير ليلاً ويختفي نهارًا: كان عمرو يدرك بثاقب بصره، وبعد نظره أن العدو يمكن أن يسعى إلى معرفة أخباره قبل اللقاء بينهما، فيستعد للقاء جيش المسلمين؛ ولهذا رأى عمرو ? أن السير ليلا والاختفاء نهارًا هو أفضل أسلوب للمحافظة على قواته وحقق بذلك أمرين مهمين:

*  إخفاء تحركاته عن عدوه وبذلك يضمن سلامة قواته.
*  حماية الجند من شدة الحر وحتى يبقى لهم نشاطهم فيصلون إلى مكان المواجهة، وهم أقوياء على مجابهة أعدائهم.

ب- عدم السماح للجند بإيقاد النار: عندما طلب الجنود من عمرو أن يسمح لهم بإيقاد النار لحاجتهم الماسة إلى التدفئة منعهم من ذلك معتمدًا في ذلك على خبرته الحربية وعمق فكره العسكري وخوفًا من وقوع مفسدة أعظم من تلك المصلحة وهي أن يمتد الضوء فيكشف المسلمين، وهم قلة لأعدائهم فيهجموا عليهم, ويتجلى هذا الفقه في حزمه الشديد مع أصحابه عندما كلمه أبو بكر في ذلك فقال: لا يوقد أحد منهم نارًا إلا قذفته فيها، فلما رجعوا إلى المدينة ذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: كرهت أن آذن لهم أن يوقدوا نارًا فيرى عدوهم قلتهم( ), فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على فعله.

ج- منع الجند من مطاردة أعدائهم: عندما هزم المسلمون أعداءهم طمعوا فيهم، فأرادوا مطاردتهم وتتبع فلولهم، ولكن قائد السرية منع جنده من ذلك لئلا يترتب على هذه المطاردة مفسدة أعظم منها, وهي أن يقع المسلمون في كمين. ويتجلى هذا الفقه في قول عمرو بن العاص ? للرسول صلى الله عليه وسلم: وكرهت أن يتبعوهم فيكون لهم مدد( ), فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على هذا التصرف الحكيم الذي حقق للجيش الأمن والحماية( ).


يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق