إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 31 مارس 2014

57 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الأول:أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة المبحث الرابع:الصدِّيق في ميادين الجهاد سابعاً: في فتح مكة وحنين والطائف: ب-في حنين:


57

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الأول:أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة

المبحث الرابع:الصدِّيق في ميادين الجهاد

سابعاً: في فتح مكة وحنين والطائف:

ب-في حنين:


أخذ المسلمون يوم حنين درساً قاسياً، إذ لحقتهم هزيمة في أول المعركة جعلتهم يفرون من هول المفاجأة وكانوا كما قال الإمام الطبري: فانشمروا لايلوي أحدٌ على أحد([66]) وجعل رسول الله e يقول: أين أيها الناس، هلموا إليَّ، أنا رسول الله، أنا محمد بن عبدالله .. يامعشر الأنصار، أنا عبدالله ورسوله.. ثم نادى عمه العباس وكان جهوري الصوت فقال له: ياعباس ناد: يامعشر الأنصار، يا أصحاب السمرة([67])، كان هذا هو حال المسلمين في أول المعركة، النبي وحده لم يثبت معه أحد إلا قلة، ولم تكن الفئة التي صبرت مع النبي إلا فئة من الصحابة يتقدمهم الصديق t ثم نصرهم الله بعد ذلك نصراً عزيزاً مؤزراً([68])، وكانت هناك بعض المواقف للصديق منها:

1-فتوى الصديق بين يدي رسول الله:

قال ابو قتادة: لما كان يوم حنين نظرت إلى رجل من المسلمين يقاتل رجلاً من المشركين، وآخر من المشركين يختله من ورائه ليقتله فأسرعت إلى الذي يختله فرفع ليضربني وأضرب يده فقطعتها ثم أخذني فضمني ضمّاً شديداً حتى تخوفت ثم ترك فتحلل ودفعته ثم قتلته وانهزم المسلمون وانهزمت معهم، فإذا بعمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ماشأن الناس؟ قال أمر الله ثم تراجع الناس إلى رسول الله، فقال رسول الله: من أقام بينة على قتيل قتله، فله سلبه، فقمت لألتمس بينة قتيلي فلم أرَ أحداً يشهد لي، فجلست ثم بدا لي فذكرت أمره لرسول الله e فقال رجل من جلسائه: سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، فأرضه منه فقال أبو بكر: كلا لايعطيه([69])، أصيبغ من قريش ويدع([70]) أسداً من أسد الله يقاتل عن الله ورسوله e، قال: فقام رسول الله e فأدّاه إليّ فاشتريت منه خرافاً([71])، فكان أول مال تأشَّلته في الإسلام([72]).

إن مبادرة الصديق في الزجر والردع والفتوى واليمين على ذلك في حضرة رسول الله e، ثم يصدقه الرسول فيما قال ويحكم بقوله خصوصية شرف، لم تكن لأحد غيره([73]) ونلحظ في الخبر السابق أن أبا قتادة الأنصاري t حرص على سلامة أخيه المسلم وقتل ذلك الكافر بعد جهد عظيم، كما أن موقف الصديق t فيه دلالة على حرصه على إحقاق الحق والدفاع عنه ودليل على رسوخ إيمانه وعمق يقينه وتقديره لرابطة الأخوة الإسلامية وأنها بمنزلة رفيعة بالنسبة له([74]).

2-الصديق وشعر عباس بن مرداس:

حين استقل العباس بن مرداس عطاءه من غنائم حنين قال شعراً عاتب فيه رسول الله e حيث قال:

كانت نهابا تلافيتها                        بكرِّي على المُهرِ في الأجْرَع

وإيقاظي القوم أن يرقدوا                إذا هجع الناس لم أهجع

فأصبح نهبي ونهب العبيد               بين عيينة والأقرع([75])

وقد كنت في الحرب ذا تُدْراء          فلم أُعطَ شيئاً ولم أُمْنَع

إلا أفائل أعطيتها                      عديد قوائمها الأربع([76])

وما كان حصن ولاحابس            يفوقان شيخي في المجمع

وماكنت دون امرئ منهما          ومن تضع اليوم لايُرْفعِ([77])

فقال رسول الله e: اذهبوا به، فأقطعوا عني لسانه، فأعطوه حتى رَضي، فكان ذلك قطع لسانه الذي أمر به رسول الله e([78]).

وأتى العباس رسول الله e، فقال له رسول الله e: أنت القائل: فأصبح نهبي ونهبُ العبيد بين الأقرع وعيينة؟ فقال ابوبكر الصديق: بين عيينة والأقرع؛ فقال رسول الله e: (هما واحد)، فقال أبوبكر: أشهد أنك كما قال الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُبِينٌ} (سورة يس، الآية 69)([79]).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق