إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 31 مارس 2014

40 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الأول:أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة المبحث الثالث:هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة خامساً: مرض أبي بكر الصديق بالمدينة في بداية الهجرة:


40

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الأول:أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة

المبحث الثالث:هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المدينة

خامساً: مرض أبي بكر الصديق بالمدينة في بداية الهجرة:

كانت هجرة النبي e وأصحابه عن البلد الأمين تضحية عظيمة عبّر عنها النبي e بقوله: (والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله الى الله، ولولا أني أخرجت منك ماخرجت)([69]).

وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما تقدم رسول الله e المدينة قدمها وهي أوبأ ارض الله من الحمى، وكان واديها يجري نجلاً -يعني ماءً آجناً- فأصاب أصحابه منها بلاءً وسقم وصرف الله ذلك عن نبيه. قالت: فكان أبوبكر، وعامر بن فهيرة وبلال في بيت واحد، فأصابتهم الحمى، فاستأذنت رسول الله e في عيادتهم فأذن، فدخلت إليهم أعودهم وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب وبهم مالا يعلمه إلا الله من شدة الوعك([70])، فدنوت من أبي بكر فقلت:

ياأبت كيف تجدك؟ فقال:

كل امرئ مصبح في أهله      والموت أدنى من شراك نعله

قالت: فقلت والله مايدري أبي مايقول.ثم دنوت من عامر بن فهيرة فقلت: كيف تجدك ياعامر؟ فقال:

لقد وجدت الموت قبل ذوقه     إن الجبان حتفه من فوقه

كل امرئ مجاهد بطوقه([71]) كالثور يحمى جلده بروقه([72])

قالت: قلت: والله مايدري عامر مايقول. قالت: وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى اضطجع بفناء البيت ثم يرفع عقيرته([73])، ويقول:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة              بواد وحولي إذخر([74]) وجليل

وهل أُرِدَن يوماً مياه مَجِنَة                وهل يبدون لي شامة وطفيل([75])

قالت: فأخبرت رسول الله e بذلك فقال: (اللهم حبِّب إلينا المدينة كحبنا مكة، أو أشد، اللهم وصحّحها وبارك لنا في مدها وصاعها وانقل حمّاها وأجعلها بالجحفة)([76]).

وقد استجاب الله دعاء نبيه e وعوفي المسلمون بعدها من هذه الحمى، وغدت المدينة موطناً ممتازاً لكل الوافدين والمهاجرين إليها من المسلمين على تنوع بيئاتهم ومواطنهم([77]).

شرع رسول الله e بعد استقراره بالمدينة في تثبيت دعائم الدولة الاسلامية، فآخى بين المهاجرين والانصار، ثم أقام المسجد، وأبرم المعاهدة مع اليهود وبدأت حركة السرايا، واهتم بالبناء الاقتصادي والتعليمي والتربوي في المجتمع الجديد، وكان أبوبكر t وزير صدق لرسول الله e ولازمه في كل أحواله ولم يغيب عن مشهد من المشاهد ولم يبخل بمشورة أو مال أو رأي([78]).


يتبع
 يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق