إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 31 مارس 2014

56 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الأول:أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة المبحث الرابع:الصدِّيق في ميادين الجهاد سابعاً: في فتح مكة وحنين والطائف: أ-في فتح مكة 8هـ:


56

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الأول:أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة

المبحث الرابع:الصدِّيق في ميادين الجهاد

سابعاً: في فتح مكة وحنين والطائف:

أ-في فتح مكة 8هـ:


كان سبب الفتح بعد هدنة الحديبية ماذكره ابن اسحاق قال: حدثني الزهري عن عروة ابن الزبير عن المسور بن مخرمة، ومروان بن الحكم أنهما حدثاه جميعاً قالا: في صلح الحديبية أنه من شاء أن يدخل في عقد محمد دخل، ومن شاء أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل، فتواثبت خزاعة وقالوا نحن ندخل في عقد محمد وعهده، وتواثبت بنو بكر وقالوا نحن ندخل في عقد قريش وعهدهم، فمكثوا في ذلك نحو السبعة أو الثمانية عشر شهراً، ثم إن بني بكر وثبوا على خزاعة ليلاً بماء يقال له الوتير- وهو قريب من مكة - وقالت قريش مايعلم بنا محمد، وهذا الليل ومايرانا من أحد فأعانوهم عليهم بالكراع والسلاح وقاتلوهم معهم للضغن على رسول الله e فقدم عمرو بن سالم إلى المدينة فأنشد رسول الله e قائلاً:

اللهم إني ناشد محمداً              حلف أبينا وأبيك الأتلدا

فانصر هداك الله نصراً أعتدا    وادع عباد الله يأتوا مددا

فقال النبي e: نصرت ياعمرو بن سالم([59]).

وتجهز النبي e مع صحابته للخروج إلى مكة، وكتم الخبر، ودعا الله أن يعمي على قريش حتى تفاجأ بالجيش المسلم يفتح مكة وخافت قريش أن يعلم النبي e بما حدث فخرج أبو سفيان من مكة إلى رسول الله فقال: يامحمد، أشدد العقد، وزدنا في المدة، فقال النبي e: ولذلك قدمت؟ هل كان من حدث قبلكم، فقال معاذ الله نحن على عهدنا وصلحنا يوم الحديبية لانغير ولانبدل، فخرج من عند النبي e يقصد مقابلة الصحابة عليهم الرضوان([60]).

1-أبو بكر وأبو سفيان:

طلب أبو سفيان من أبي بكر t أن يجدد العقد ويزدهم في المدة، فقال أبو بكر: جواري في جوار رسول الله e، والله لو وجدت الذر تقاتلكم لأعنتها عليكم. وهنا تظهر فطنة الصديق وحنكته السياسية ثم يظهر الإيمان القوي بالحق الذي هو عليه ويعلن أمام أبي سفيان دون خوف أنه مستعد لحرب قريش بكل مايمكن ولو وجد الذر تقاتل قريشاً لأعانها عليها([61]).

2-بين عائشة وأبي بكر الصديق رضي الله عنهما:

دخل الصديق t على عائشة وهي تغربل حنطة وقد أمرها النبي e بأن تخفي ذلك .. فقال لها أبو بكر: يابنية لم تصنعين هذا الطعام؟ فسكتت، فقال: أيريد رسول الله أن يغزو؟ فصمتت، فقال لعله يريد بني الأصفر - أي الروم - فصمتت، فقال لعله يريد أهل نجد؟ فصمتت، فقال لعله يريد قريشاً، فصمتت، فدخل رسول الله e فقال الصديق له: يارسول الله أتريد أن تخرج مخرجاً؟ قال: نعم، لعل تريد بني الأصفر؟ قال: لا، قال: أتريد أهل نجد؟ قال: لا، قال: فلعلك تريد قريشاً؟ قال: نعم. قال أبو بكر: يارسول الله أليس بينك وبينهم مدة؟ قال: ألم يبلغك ماصنعوا ببني كعب؟

وهنا سلم أبو بكر للنبي e وجهز نفسه ليكون مع القائد e في هذه المهمة الكبرى وذهب مع رسول الله e المهاجرون والأنصار فلم يتخلف منهم أحد([62]) .

3-الصديق في دخول مكة:

لما دخل النبي e مكة في عام الفتح وكان بجانبه أبو بكر رأى النساء يلطمن وجوه الخيل فابتسم إلى أبي بكر t وقال: يا أبا بكر كيف قال حسان؟ فأنشد أبو بكر:

عَدِمْنَا خَيلنا إن لم تروْها               تُثير النَّقعَ مَوْعِدُها كَدَاءُ

يباريْنَ الأَسِنَّة مُصغيات              على أكتَافِها الأسلُ الظّباءُ

تظلُّ جيادُنا متمطِّرات               تلطمهُنَّ بالخُمرِ النساءُ([63])

فقال النبي e: ادخلوها من حيث قال حسان([64])، وقد تمَّت النعمة على الصديق في هذا الجو العظيم بإسلام أبيه أبي قحافة([65]) .


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق