إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 31 مارس 2014

55 عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره الفصل الأول:أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة المبحث الرابع:الصدِّيق في ميادين الجهاد سادساً: في عمرة القضاء وفي ذات السلاسل: أ-في عمرة القضاء:


55

عصر الخلفاء الراشدين (1) أبوبكر الصديق رضي الله عنه شخصيته وعصره

الفصل الأول:أبو بكر الصديق رضي الله عنه في مكة

المبحث الرابع:الصدِّيق في ميادين الجهاد

سادساً: في عمرة القضاء وفي ذات السلاسل:

أ-في عمرة القضاء:


كان الصديق t ضمن المسلمين الذين ذهبوا مع رسول الله e ليعتمروا عمرة القضاء مكان عمرتهم التي صدهم المشركون عنها([42]).

ب-في سرية ذات السلاسل:

قال رافع بن عمرو الطائي t : بعث رسول الله e عمرو بن العاص على جيش ذات السلاسل([43])، وبعث معه في ذلك الجيش أبا بكر وعمر، رضي الله عنهما، وسَرَاة([44]) أصحابه، فانطلقوا حتى نزلوا جبل طَيّ، فقال عمرو: انظروا إلى رجل دليل بالطريق، فقالوا: مانعلمه إلا رافع بن عمرو، فإنه كان رَبيلاً([45]) في الجاهلية. قال رافع: فلما قضينا غَزَاتنا وانتهيت إلى المكان الذي كنا خرجنا منه، توسّمت أبا بكر t، وكانت له عباءة فدكية([46])، فإذا ركب خَلَّها عليه بخلال([47])، وإذا نزل بسطها فأتيته فقلت: ياصاحب الخِلال، إني توسمتك من بين أصحابك، فائتني بشيء إذا حفظته كنت مثلكم ولا تطوِّل عليّ فأنْسىَ. فقال: تحفظ أصابعك الخمس؟ قلت: نعم، قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وتقيم الصلوات الخمس وتؤتي زكاة مالك إن كان لك مال، وتحج البيت، وتصوم رمضان: هل حفظت؟ قلت نعم، قال: وأخرى لاتُؤمَّرَنَّ على اثنين قلت: وهل تكون الإمرة إلا فيكم أهل المَدَر([48]). فقال: يوشك أن تفشو حتى تبلغك ومن هو دونك، إن الله عزوجل لما بعث نبيه e دخل الناس في الإسلام، فمنهم من دخل لله فهداه الله، ومنهم من أكرهه السَّيف، فكلهم عُوَّاد الله وجيران الله وخَفَارةُ([49]) الله، إن الرجل إذا كان أميراً، فتظالم الناس بينهم فلم يأخذ لبعضهم من بعض انتقم الله منه، إن الرجل منكم لتؤخذ شاة جاره فيظل نَاتئ([50]) عضلته غضباً لجاره والله من وراء جاره([51]).

ففي هذه النصيحة دروس وعبر لإبناء المسلمين يقدمها الصحابي الجليل أبو بكر الصديق الذي تربى على الإسلام وعلى يد رسول الله e من أهمها:

1-أهمية العبادات: الصلاة لأنها عماد الدين، والزكاة والصوم والحج.

2-عدم طلب الإمارة (ولاتكونن أميراً) تماماً كما أوصى رسول الله e، أبا ذر الغفاري (وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة، إلا من أخذها بحقها)([52]) ولذلك فإن أبا بكر الفاهم الواعي لكلام حبيبه محمد e جاء في رواية: وأنه من يك أميراً فإنه أطول الناس حساباً، وأغلظهم عذاباً، ومن لايكن أميراً فإنه من أيسر الناس حساباً، وأهونهم عذاباً([53])، فهذا فهم الصديق لمقام الإمارة.

3-إن الله حرم الظلم على نفسه، ونهى عباده أن يتظالموا، أن يظلم بعضهم بعضا، لأن الظلم ظلمات يوم القيامة، كما نهى عن ظلم المؤمنين(من آذى لي ولياً فقد آذنته بالحرب)([54])، وهم جيران الله، وهم عواذ الله، والله أحق أن يغضب لجيرانه([55]).

4-على عهد الصدر الأول كان أمراء الأمة خيارها، وجاء وقت فشاء أمرها (الإمارة) وكثرت حتى نالها من ليس لها بأهل: إن هذه الإمارة ليسيرة، وقد أوشكت أن تفشوا حتى ينالها من ليس لها بأهل([56]).

5-وفي غزوة ذات السلاسل ظهر موقف متميز للصديق في احترام الأمراء مما يثبت أن أبا بكر كان صاحب نفس تنطوي على قوة هائلة، وقدرة متميزة في بناء الرجال، وتقديرهم واحترامهم([57])، فعن عبدالله بن بريدة قال: بعث رسول الله e عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو أن لاينوروا ناراً، فغضب عمر وهم أن يأتيه، فنهاه أبو بكر، وأخبره أن الرسول e لم يستعمله عليك إلا لعلمه بالحرب فهدأ عنه عمر t([58]).


يتبع

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق