3802
البداية والنهاية ( ابن كثير )
الملك الأمجد
واقف المدرسة الأمجدية.
بهرام شاه بن فروخشاه بن شاهنشاه
ابن أيوب صاحب بعلبك، لم يزل بها حتى قدم الأشرف موسى بن العادل إلى دمشق فملكها في سنة ست وعشرين، فانتزع من يده بعلبك في سنة سبع وعشرين، وأسكنه عنده بدمشق بدار أبيه، فلما كان شهر شوال من هذه السنة عدا عليه مملوك من مماليكه تركي فقتله ليلاً، وكان قد اتهمه في صاحبة له وحبسه، فتغلب عليه في بعض الليالي فقتله وقتل المملوك بعده.
ودفن الأمجد في تربته التي إلى جانب تربة أبيه في الشرق الشمالي رحمه الله تعالى، وقد كان شاعراً فاضلاً له ديوان شعر، وقد أورد له ابن الساعي قطعة جيدة من شعره الرائق الفائق، وترجمته في طبقات الشافعية، ولم يذكره أبو شامة في الذيل، وهذا عجيب منه، ومما أورد له ابن الساعي في شاب رآه يقطع قضبان بأن فأنشأ على البديهة:
من لي بأهيف قال حين عتبته * في قطع كل قضيب بانٍ رائق
تحكي شمائله الرشاء إذا انثنى * ريان بين جداولٍ وحدائقِ
سرقت غصون البان لين شمائلي * فقطعتها والقطع حد السارقِ
ومن شعره أيضاً رحمه الله تعالى:
يؤرقني حنين وإدكار * وقد خلت المرابع والديارُ
تناءى الظاعنون ولي فؤاد * يسير مع الهوادج حيث ساروا
حنين مثلما شاء التنائي * وشوق كلما بعد المزارُ
وليل بعد بينهم طويل * فأين مضت ليالي القصارُ؟
وقد حكم السهاد على جفوني * تساوى الليل عندي والنهارُ
سهادي بعد نأيهم كثير * ونومي بعد ما رحلوا غرارُ
(ج/ص: 13/154)
فمن ذا يستعير لنا عيوناً * تنام وهل ترى عينا تعارُ
فلا ليلى له صبح منير * ولا وجدي يقال له: عثارُ
وكم من قائل والحي غادٍ * يحجب ظعنه النقع المثارُ
وقوفك في الديار وأنت حي * وقد رحل الخليط عليك عار
وله دو بيت:
كم يذهب هذا العمر في الخسران * ما أغفلني فيه وما أنساني
ضيعت زماني كله في لعب * يا عمر هل بعدك عمر ثاني
وقد رآه بعضهم في المنام فقال له: ما فعل الله تعالى بك؟ فقال:
كنت من ديني على وجلٍ * زال عني ذلك الوجلُ
أمنت نفسي بوائقها * عشت لما مت لما رجلُ
رحمه الله وعفا عنه.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق