إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 24 يونيو 2015

4714 البداية والنهاية ( ابن كثير ) كائنة غريبة جداً



4714


البداية والنهاية ( ابن كثير )

 كائنة غريبة جداً


لما كان يوم الأربعاء الرابع والعشرين من رجب من هذه السنة نهدت جماعة من مجاوري الجامع بدمشق من مشهد علي وغيره، واتبعهم جماعة من الفقراء والمغاربة، وجاؤوا إلى أماكن متهمة بالخمر وبيع الحشيش فكسروا أشياء كثيرة من أواني الخمر، وأراقوا ما فيها وأتلفوا شيئاً كثيراً من الحشيش وغيره، ثم انتقلوا إلى حكر السماق وغيرهم فثار عليهم من البارذارية والكلابرية وغيرهم من الرعاع فتناوشوا‏.‏

وضربت عليهم ضرابات بالأيدي وغيرهم، وربما سل بعض الفساق السيوف عليهم كما ذكر، وقد رسم ملك الأمراء لوالي المدينة ووالي البر أن يكونوا عضداً لهم وعوناً على الخمارين والحشاشة، فنصروهم عليهم‏.‏

غير أنه كثر معهم الضجيج ونصبوا راية واجتمع عليهم خلق كثير، ولما كان في أواخر النهار تقدم جماعة من النقباء والخزاندارية ومعهم جنازير فأخذوا جماعة من مجاوري الجامع وضربوا بالمقارع وطيف بهم في البلد ونادوا عليهم‏:‏ هذا جزاء من يتعرض لما لا يعنيه تحت علم السلطان‏.‏

فتعجب الناس من ذلك وأنكروه حتى أنه أنكر اثنان من العامة على المنادية فضرب بعض الجند أحدهم بدبوس فقتله وضرب الآخر فيقال إنه مات أيضاً فإنا لله وإنا إليه راجعون‏.‏

وفي شعبان من هذه السنة حكي عن جارية من عتيقات الأمير سيف الدين تمر المهمندار أنها حملت قريباً من سبعين يوماً ثم شرعت تطرح ما في بطنها فوضعت في قرب من أربعين يوماً في أيام متتالية ومتفرقة أربع عشرة بنتاً وصبياً بعدهن قل من يعرف شكل الذكر من الأنثى‏.‏

وجاء الخبر بأن الأمير سيف الدين شيخون مدبر الممالك بالديار المصرية والشامية ظفر عليه مملوك من مماليك السلطان فضربه بالسيف ضربات فجرحه في أماكن في جسده‏.‏

‏(‏ج/ص‏:‏ 14/295‏)‏

منها‏:‏ ما هو في وجهه، ومنها‏:‏ ما هو في يده، فحمل إلى منزله صريعاً طريحاً جريحاً، وغضب لذلك طوائف من الأمراء حتى قيل إنهم ركبوا ودعوا إلى المبارزة فلم يجيء إليهم وعظم الخطب بذلك جداً واتهمو به الأمير سيف الدين صرغتمش وغيره، وأن هذا إنما فعل عن ممالأة منهم فالله أعلم‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق