إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 24 يونيو 2015

4699 البداية والنهاية ( ابن كثير ) كائنة غريبة جداً


4699

البداية والنهاية ( ابن كثير )

 كائنة غريبة جداً

وفي يوم الأحد خامس عشر جمادى الأولى استسلم للقاضي الحنبلي جماعة من اليهود كان قد صدر منهم نوع استهزاء بالإسلام وأهله، فإنهم حملوا رجلاً منهم صفة ميت على نعش ويهللون كتهليل المسلمين أمام الميت ويقرأون‏:‏ ‏{‏قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ‏}‏ ‏[‏الإخلاص‏:‏ 1-4‏]‏‏.‏

فسمع بهم من بِحارتهم من المسلمين، فأخذوهم إلى ولي الأمر نائب السلطنة فدفعهم إلى الحنبلي فاقتضى الحال استسلامهم فأسلم يومئذ منهم ثلاثة، وتبع أحدهم ثلاثة أطفال، وأسلم في اليوم الثاني ثمانية آخرون فأخذهم المسلمون وطافوا بهم في الأسواق يهللون ويكبرون، وأعطاهم أهل الأسواق شيئاً كثيراً وراحوا بهم إلى الجامع فصلوا ثم أخذوهم إلى دار السعادة فاستطلقوا لهم شيئاً، ورجعوا وهم في ضجيج وتهليل وتقديس، وكان يوماً مشهوداً ولله الحمد والمنة‏.‏انتهى‏.‏والله أعلم‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 14/276‏)‏

 مملكة السلطان الملك الصالح صلاح الدين بن الملك الناصر محمد بن الملك المنصور قلاوون الصالحي

في العشر الأوسط من شهر رجب الفرد وردت البريدية من الديار المصرية بعزل السلطان الملك الناصر حسن بن الناصر بن قلاوون لاختلاف الأمراء عليه، واجتماعهم على أخيه الملك الصالح، وأمه صالحة بنت ملك الأمراء تنكز الذي كان نائب الشام مدة طويلة، وهو ابن أربع عشرة سنة، وجاءت الأمراء للحلف، فدقت البشائر، وزين البلد على العادة‏.‏

وقيل‏:‏ إن الملك الناصر حسن خنق ورجعت الأمراء الذين كانوا بإسكندرية مثل‏:‏ شيخون ومنجك وغيرهما، أرسلوا إلى يلبغا فجيء به من الكرك، وكان مسجوناً بها من مرجعه من الحج، فلما عاد إلى الديار المصرية شفع في صاحب اليمن الملك المجاهد الذي كان مسجوناً في الكرك فأخرج وعاد إلى الديار الحجازية‏.‏

وأما الأمراء الذين كانوا من ناحية السلطان حين مسك معارضة أمير أخوروميكلي بغا الفخري وغيرهما، فاحتيط عليهم وأرسلوا إلى الإسكندرية، وخطب للملك الصالح بجامع دمشق يوم الجمعة السابع عشر من شهر رجب وحضر نائب السلطنة والأمراء والقضاة للدعاء له بالمقصورة على العادة‏.‏

وفي أثناء العشر الأخير من رجب‏:‏ عزل نائب السلطنة سيف الدين أيتمش عن دمشق مطلوباً إلى الديار المصرية فسار إليها يوم الخميس‏.‏

وفي يوم الاثنين حادي عشر شعبان‏:‏ قدم الأمير سيف الدين أرغون الكاملي الذي كان نائباً على الديار الحلبية من هناك، فدخل دمشق في هذا اليوم في أبهة عظيمة، وخرج الأمراء والمقدمون وأرباب الوظائف لتلقيه إلى أثناء الطريق، منهم من وصل إلى حلب وحماه وحمص‏.‏

وجرى في هذا اليوم عجائب لم تر من دهور، واستبشر الناس به لصرامته وشهامته وحدته، وما كان من لين الذي قبله ورخاوته، فنزل دار السعادة على العادة‏.‏

وفي يوم السبت‏:‏ وقف في موكب هائل قيل‏:‏ إنه لم ير مثله من مدة طويلة، ولما سير إلى ناحية باب الفرج اشتكى إليه ثلاث نسوة على أمير كبير يقال له‏:‏ الطرخاين، فأمر بإنزاله عن فرسه فأنزل وأوقف معهن في الحكومة‏.‏

واستمر بطلان الوقيد في الجامع الأموي في هذا العام أيضاً كالذي قبله، حسب مرسوم السلطان الناصر حسن رحمه الله، ففرح أهل الخير بذلك فرحاً شديداً، وهذا شيء لم يعهد مثله من نحو ثلاثمائة سنة،ولله الحمد والمنة‏.‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 14/ 277‏)‏

ونودي في البلد في هذا اليوم والذي بعده عن النائب‏:‏ من وجد جندياً سكراناً فلينزله عن فرسه وليأخذ ثيابه، ومن أحضره من الجند إلى دار السعادة فله خبزه، ففرح الناس بذلك واحتجر على الخمارين والعصارين، ورخصت الأعتاب، وجادت الأخباز واللحم بعد أن كان بلغ كل رطل أربعة ونصفاً، فصار بدرهمين ونصف وأقل وأصلحت المعايش من هيبة النائب، وصار له صيت حسن، وذكر جميل في الناس بالعدل وجودة القصد وصحة الفهم وقوة العدل والإدراك‏.‏

وفي يوم الاثنين ثامن عشر شعبان‏:‏ وصل الأمير أحمد بن شاد الشريخاناه الذي كان قد عصى في صفد، وكان من أمره ما كان، فاعتقل بالإسكندرية ثم أخرج في هذه الدولة وأعطي نيابة حماه، فدخل دمشق في هذا اليوم سائراً إلى حماه، فركب مع النائب مع الموكب، وسير عن يمينه، ونزل في خدمته إلى دار السعادة ورحل بين يديه‏.‏

وفي يوم الخميس الحادي والعشرين منه‏:‏ دخل الأمير سيف الدين يلبغا الذي كان نائباً بالديار المصرية، ثم مسك بالحجاز وأودع الكرك، ثم أخرج في هذه الدولة وأعطى نيابة حلب، فتلقاه نائب السلطنة وأنزل دار السعادة حين أضافه‏.‏

ونزل وطاقه بوطأة برزة وضربت له خيمة بالميدان الأخضر‏.‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق