إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 يونيو 2015

3788 البداية والنهاية ( ابن كثير ) أبو يوسف يعقوب بن صابر الحراني



3788


البداية والنهاية ( ابن كثير )

 أبو يوسف يعقوب بن صابر الحراني

ثم البغدادي المنجنيقي، كان فاضلاً في فنه، وشاعراً مطبقاً لطيف الشعر حسن المعاني، قد أورد له ابن الساعي قطعة صالحة، ومن أحسن ما أورد له قصيدة فيها تعزية عظيمة لجميع الناس وهي‏:‏

هل لمن يرتجي البقاء خلود * وسوى الله كل شيء يبيدُ

والذي كان من تراب وإن * عاش طويلاً للتراب يعودُ

فمصير الأنام طراً إلى ما * صار فيه آباؤهم والجدودُ

أين حواء أين آدم إذ فا * تهم الخلد والثوى والخلودُ ‏؟‏

أين هابيل أين قابيل إذ هـ * ذا لهذا معاند وحسودُ

أين نوحٌ ومن نجامعه بالفلـ * ك والعالمون طراً فقيدُ

أسلمته الأيام كالطفل للمو * ت ولم يغن عمره الممدودُ

أين عاد‏؟‏ بل أين جنة عادٍ * أم ترى أين صالح وثمودُ ‏؟‏

أين إبراهيم الذي شاد بيـ * ت الله فهو المعظم المقصودُ

حسدوا يوسفاً أخاهم فكادو * ه ومات الحاسد والمحسودُ

وسليمان في النبوة والملك * قضى مثل ما قضى داودُ

فغدوا بعدما أطيع لذا الخلـ * ق وهذا له ألين الحديدُ

وابن عمران بعد آياته التسـ * ع وشق الخضم فهو صعيدُ

والمسيح ابن مريم وهو روح اللـ *ـه كادت تقضي عليه اليهودُ

وقضى سيد النبيين والها * دي إلى الحق أحمد المحمودُ

وبنوه وآله الطاهرو * ن الزهر صلى عليهم المعبودُ

ونجوم السماء منتثراتٌ * بعد حينٍ وللهواء ركودُ

ولنار الدنيا التي توقد الصخـ *ـر خمود وللماء جمودُ

وكذا للثرى غداة يؤم النـ * ـاس منها تزلزل وهمودُ

هذه الأمهات نار وتربٌ * وهواءٌ رطبٌ وماءٌ برودُ

سوف يفنى كما فنينا فلا * يبقى من الخلق والدٌ ووليدُ

لا الشقي الغوي من نوب الأيا * م ينجو ولا السعيد الرشيدُ

ومتى سلت المنايا سيوفاً * فالموالي حصيدها والعبيدُ

وممن توفي فيها‏:‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 13/147‏)‏




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق