إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الثلاثاء، 2 يونيو 2015

3772 البداية والنهاية ( ابن كثير ) وممن توفي بها من الأعيان بعد الخليفة الظاهر كما تقدم‏:‏ الجمال المصري


3772

البداية والنهاية ( ابن كثير )

 وممن توفي بها من الأعيان بعد الخليفة الظاهر كما تقدم‏:‏

 الجمال المصري


يونس بن بدران بن فيروز جمال الدين المصري، قاضي القضاة في هذا الحين، اشتغل وحصل وبرع واختصر كتاب ‏(‏الأم‏)‏ للإمام للشافعي وله كتاب مطول في الفرائض‏.‏

وولي تدريس الأمينية بعد التقي صالح الضرير، الذي قتل نفسه، ولاه إياه الوزير صفي الدين بن شكر، وكان معتنياً بأمره ثم ولى وكالة بيت المال بدمشق، وترسل إلى الملوك والخلفاء عن صاحب دمشق، ثم ولاه المعظم قضاء القضاة بدمشق بعد عزله الزكي بن الزكي، وولاه تدريس العادلية الكبيرة، حين كمل بناؤها فكان أول من درس بها وحضره الأعيان كما ذكرنا‏.‏

وكان يقول أولا درساً في التفسير حتى أكمل التفسير إلى آخره، ويقول درس الفقه بعد التفسير، وكان يعتمد في أمر إثبات السجلات اعتماداً حسناً وهو أنه كان يجلس في كل يوم جمعة بكرة ويوم الثلاثاء ويستحضر عنده في إيوان العادلية جميع شهود البلد، ومن كان له كتاب يثبته حضر واستدعى شهوده فأدوا على الحاكم وثبت ذلك سريعاً‏.‏

وكان يجلس كل يوم جمعة بعد العصر إلى الشباك الكمالي بمشهد عثمان فيحكم حتى يصلي المغرب، وربما مكث حتى يصلي العشاء أيضاً، وكان كثير المذاكرة للعلم كثير الاشتغال حسن الطريقة، لم ينقم عليه أنه أخذ شيئا لأحد‏.‏

قال أبو شامة‏:‏ وإنما كان ينقم عليه أنه كان يشير على بعض الورثة بمصالحة بيت المال، وأنه استناب ولده التاج محمداً ولم يكن مرضي الطريقة، وأما هو فكان عفيفاً في نفسه نزها مهيباً‏.‏

قال أبو شامة‏:‏ ‏(‏ج/ص‏:‏ 13/135‏)‏

وكان يدعى أنه قرشي شيبي فتكلم الناس فيه بسبب ذلك، وتولى القضاء بعده شمس الدين أحمد بن الخليلي الجويني‏.‏

قلت‏:‏ وكانت وفاته في ربيع الأول من هذه السنة، ودفن بداره التي في رأس درب الريحان من ناحية الجامع، ولتربته شباك شرق المدرسة الصدرية اليوم‏.‏

وقد قال فيه ابن عنين، وكان هجاء‏:‏

ما أقصر المصري في فعله * إذ جعل التربة في داره

أراح للأحياء من رجمه * وأبعد الأموات من ناره




 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق